د. مجدي كامل الهواري يكتب: إرتفاع حالات العنوسة والطلاق في مصر..بين الضغوط الاجتماعية والتحديات الاقتصادية

في السنوات الأخيرة، شهدت مصر ارتفاعا ملحوظاً في معدلات العنوسة والطلاق، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول أسبابه وآثاره على المجتمع.

 تعد هذه الظواهر انعكاسا لتحولات اجتماعية واقتصادية عميقة تواجهها البلاد.

- من أسباب ارتفاع العنوسة ..

1. التحديات الاقتصادية:

الارتفاع المستمر في تكاليف الزواج، بما في ذلك أسعار العقارات والمستلزمات الأساسية، جعل من الصعب على الشباب والشابات تكوين أسر جديدة.

2. البطالة وانخفاض الدخل:

ارتفاع نسب البطالة وضعف الدخول يجعل الكثير من الشباب غير قادرين على تحمل أعباء الزواج، ما يدفعهم لتأجيله أو التخلي عنه.

3. تغير الأولويات الاجتماعية :

أصبح التعليم والعمل يحتلان الأولوية لدى العديد من النساء، مما يؤدي إلى تأخير الزواج أو تفضيلهن تحقيق الاستقلال الشخصي والمهني على الالتزام الأسري التقليدي ، هذا الى جانب ظهور حالات كثيرة مصابة بأمراض و عقد نفسية و عصبية و عدم ثقة بالنفس يجعلها غير مرغوب فيها بين الشباب .

4. المتطلبات الاجتماعية المبالغ فيها:

انتشار ظاهرة المغالاة في المهور والهدايا ومتطلبات الزواج يؤدي إلى عزوف الشباب عن الإقدام على الزواج.

- أسباب ارتفاع الطلاق .

1. التغيرات الثقافية والاجتماعية:

مع تغير أنماط الحياة وتزايد وعي المرأة بحقوقها، أصبحت بعض العلاقات الزوجية تواجه تحديات كبيرة تتعلق بعدم التوافق أو المساواة.

2. التدخلات الأسرية:

لا تزال بعض العائلات تتدخل بشكل مفرط في الحياة الزوجية، مما يسبب خلافات تؤدي إلى الانفصال و هذا نتيجة التواصل المستمر ليل ، نهار بين الزوجة و والدتها او اى شخصية مقربه منها و كشف اسرار بيتها .

3. الضغوط الاقتصادية:

يؤدي ارتفاع تكاليف المعيشة إلى نشوب خلافات بين الأزواج، خاصة في الأسر ذات الدخل المحدود ، حيث تزيد طلبات الزوجة مطالبة بالمساوة باصدقائها او اقربائها ممن هم فى مستوى أعلى.

4. سوء الاختيار :

غياب التوافق الفكري والعاطفي بين الأزواج قبل الزواج يؤدي إلى مشكلات كبيرة تنتهي بالطلاق.

5. انتشار الطلاق السريع :

في بعض الأحيان، يلجأ الأزواج إلى الطلاق كحل سريع دون البحث عن طرق بديلة لحل الخلافات.

- الآثار الاجتماعية ..

ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق يؤدي إلى مشكلات اجتماعية أوسع، مثل زيادة مشاعر الوحدة والعزلة، وانتشار ظاهرة الأسر غير المستقرة، إلى جانب تأثير ذلك على الأطفال الذين يعانون من تداعيات الطلاق.

- الحلول الممكنة للحد من هذه الظواهر، يجب التركيز على :

تعزيز التوعية الاجتماعية بأهمية التوافق والتفاهم بين الأزواج.

توفير دعم اقتصادي للشباب لتشجيع الزواج.

العمل على تقليل مظاهر البذخ في الاحتفالات والتكاليف الاجتماعية.

تقديم خدمات استشارية ودعم نفسي للأسر لمساعدتها في تجاوز الخلافات.

و يظل الحل الشامل لهذه القضايا يتطلب تكاتفا" بين الحكومة، المجتمع، والإعلام لنشر ثقافة الوعي والتغيير الإيجابي.