مسكن ألم أكثر أمانًا من الأدوية الأفيونية – اكتشاف علمي من جامعة فلوريدا

أبريل 14, 2025 - 16:45
مسكن ألم أكثر أمانًا من الأدوية الأفيونية – اكتشاف علمي من جامعة فلوريدا

كتبت: أمنية شكري

اكتشف علماء من جامعة فلوريدا مركبًا جديدًا يخفف الألم بفعالية دون التسبب في الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة بالمواد الأفيونية. تعرّف على مستقبلات δ ودورها في علاج الألم المزمن بأمان.

مقدمة: علاج الألم المزمن في ضوء العلم الحديث

بحسب الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، أعلن فريق بحثي من جامعة فلوريدا عن اكتشاف مركب جديد يعمل على تخفيف الألم بطريقة آمنة، حيث يستهدف نوعًا محددًا من مستقبلات الألم داخل الجسم يُعرف بـ مستقبل δ (دلتا)، بديلاً عن المستقبلات التقليدية التي تسبب آثارًا جانبية خطيرة مثل الإدمان وتثبيط التنفس.

دراسة منشورة في Nature Communications

نُشرت الدراسة بعنوان "تصميم موجّهات جزئية لمستقبل أفيوني باستخدام التوجيه البنيوي" في مجلة Nature Communications، وتُوضح كيفية تسكين الألم من خلال هذا المركب الجديد دون الاعتماد على الأدوية الأفيونية التقليدية.

ما مستقبلات الألم الأفيونية؟

يعتمد الجسم على ثلاث مستقبلات رئيسية للألم:

µ (مو): الأكثر استخدامًا، ولكنه يرتبط بالإدمان وتثبيط التنفس.

κ (كابا): أقل فعالية، وقد يسبب هلوسة.

δ (دلتا): الأكثر أمانًا، لكن كان من الصعب استخدامه سابقًا بسبب خطر نوبات الصرع.

مستقبل δ: خيار واعد لتسكين الألم

أغلب مسكنات الألم الحالية تستهدف مستقبل µ، لكن الباحثين في جامعة فلوريدا يطورون استراتيجية جديدة تركز على مستقبل δ، الذي يتميز بفعاليته وأمانه في تخفيف الألم دون التسبب في مشاكل تنفسية أو الإدمان.

يقول البروفيسور جاي ماكلولين من كلية الصيدلة بجامعة فلوريدا: "مستقبلات δ موجودة في مسارات نقل إشارات الألم إلى الدماغ، وتنشيطها لا يسبب تثبيط التنفس، مما يجعلها هدفًا علاجيًا آمنًا."

الألم المزمن: مشكلة صحية عالمية

الألم المزمن يُعد ثالث أكبر مشكلة صحية بعد أمراض القلب والسرطان.

تشير بيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن نحو 25% من البالغين الأمريكيين عانوا من ألم مزمن في عام 2023، بتكلفة سنوية تفوق 600 مليار دولار.

C6-Quino مركب ثوري مضاد للألم

استعرض العلماء مركبًا جديدًا يُسمى C6-Quino، وهو محفّز انتقائي لمستقبل δ:

يؤخذ عن طريق الفم

فعال في حالات الألم المزمن

لا يسبب نوبات صرع أو آثار µ الجانبية مثل تثبيط التنفس

أظهر المركب نتائج ممتازة في التجارب على الفئران، بحسب ماكلولين

آفاق مستقبلية

يتوقع الباحثون أن يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام علاجات جديدة لأمراض أخرى، مثل: أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وحالات أخرى تنظمها المستقبلات العصبية نفسها.

لكنهم يؤكدون أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات السريرية لتأكيد سلامة وفعالية العلاج.