مصر والعصر الرقمي: قفزات متسارعة نحو بيئة رقمية عالمية
في خطوة تؤكد استعداد مصر للعصر الرقمي، أظهرت مؤشرات حديثة تحقيق البلاد قفزات نوعية في تطوير بنيتها التكنولوجية والرقمية، ما وضعها في موقع متقدم ضمن البيئة الرقمية عالميًا.
وبحسب أحدث بيانات تقرير ماعت جروب، بلغ حجم سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر 23.6 مليار دولار خلال العام الجاري، مع خطط للوصول إلى 53.11 مليار دولار بحلول عام 2030، في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز البنية التحتية الرقمية والاقتصاد التكنولوجي.
كما شهد قطاع الاتصالات توسعًا ملحوظًا على مستوى الأبراج الخلوية، حيث ارتفع عدد الأبراج ليصل إلى 35 ألف برج على مستوى الجمهورية، مع استمرار تنفيذ خطة للتوسع الكبير خلال السنوات المقبلة لتعزيز جودة الشبكات وتغطية المناطق الحيوية.
وفيما يتعلق بالصادرات الرقمية، سجلت مصر 7.4 مليار دولار، في مؤشر يعكس نجاح الاستراتيجية الوطنية في دعم خدمات التعهيد وجذب الشركات العالمية، إلى جانب تطوير الكوادر البشرية التكنولوجية لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات الرقمية.
كما ارتفعت مساهمة قطاع الاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي إلى 6%، مع استهداف الوصول إلى 8% بحلول عام 2030، ما يعكس الدور المتنامي للقطاع في تعزيز الاقتصاد الوطني.
وتظهر مؤشرات الاستخدام الرقمي توسعًا كبيرًا بين المواطنين، حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 98.2 مليون مستخدم، إلى جانب أكثر من 108 ملايين خط هاتف محمول، ما يؤكد انتشار التكنولوجيا الرقمية واعتماد المجتمع على الخدمات الذكية في مختلف جوانب الحياة.
وأكدت وزارة الاتصالات أن هذه الإنجازات تجسد قدرة مصر على مواكبة التحولات الرقمية العالمية، وتبرهن على جدية الدولة في تنفيذ "رؤية مصر الرقمية"، بهدف تحقيق نقلة نوعية في الخدمات الحكومية والاقتصادية، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري في الأسواق الدولية.
وبهذه المعطيات، يمكن القول إن مصر باتت على طريق واضح نحو بناء بيئة رقمية متطورة، تؤهلها للمشاركة بفاعلية في السباق العالمي للتكنولوجيا، بما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والاستثمار، ويجعلها نموذجًا إقليميًا للتحول الرقمي.
