كاتب ومهندس.. كيف يوازن أحمد فتحي بين شغفه ومسيرته المهنية؟

حوار: ياسمين مجدى عبده
في عالم الكتابة، هناك من يولد ليحكي القصص، وهناك من ينحت كلماته بحرفية ليصنع منها جسرًا يصل إلى قلوب وعقول القراء. الكاتب المصري أحمد فتحي هو أحد هؤلاء الذين اختاروا القلم سلاحًا والفكر أداةً لإيصال رسائلهم. من المسرح إلى الرواية، تنقل بين العوالم الإبداعية، باحثًا عن التعبير الأمثل والأكثر تأثيرًا. في هذا الحوار، نستكشف رحلته في عالم الكتابة، تحدياته، طموحاته، ونظرته إلى الأدب.
كيف تعرّف نفسك للقراء؟
أنا أحمد فتحي، كاتب مصري من محافظة الغربية، بدأت رحلتي مع الكتابة من بوابة المسرح، ثم انتقلت إلى عالم الروايات الأدبية.
كيف كانت بدايتك في عالم الكتابة؟
انطلقت رحلتي الأدبية بكتابة النصوص المسرحية، وكنت أمارس التمثيل على المسرح أيضًا، مما منحني فهمًا أعمق لفن السرد والتعبير. لاحقًا، وجدت نفسي أكتب الروايات، حيث أتيح لي المجال الأوسع لاستكشاف الشخصيات والأحداث.
ما الفرق بين كتابة المسرح وكتابة الرواية؟ وأيهما أصعب؟
كتابة المسرح أصعب دون شك، لأنها تعتمد بالكامل على الحوار لنقل الأحداث والمشاعر، دون الاستعانة بالوصف كما هو الحال في الرواية. هذه الصعوبة تتشاركها الكتابة المسرحية مع التمثيل، حيث يكون على الممثلين تجسيد الأحاسيس دون شرح مباشر.
هل مررت بلحظة شعرت فيها بالفشل؟ وكيف حولتها إلى نجاح؟
لم أشعر بالفشل بشكل مباشر، ولكن هناك لحظات شعرت فيها أنني مقصر في عملي ككاتب، خصوصًا عندما ترفض إحدى دور النشر عملًا لي بسبب سياستها الخاصة. أما النجاح، فهو نابع من إصراري على الاستمرار وتقديم الأفضل، فالنجاح ليس إلا ثمرة العمل الجاد والإيمان بالموهبة.
كيف تتعامل مع الانتقادات؟
أتعامل مع النقد بعقلانية؛ إذا كان النقد موضوعيًا وله ما يبرره، أسعى لتطوير نفسي وتجنب الأخطاء. أما إذا كان غير بناء، فأفضل تجاهله تمامًا.
كيف توازن بين عملك في مجال الهندسة وموهبتك في الكتابة؟ وما هي طقوسك أثناء الكتابة؟
أخصص ساعة يوميًا للكتابة، فهي ليست مجرد هواية، بل جزء من ذاتي. أما عن الطقوس، فلا أعتمد على أجواء معينة، فكل ما أحتاجه هو الرغبة في الكتابة والشغف لتقديم الأفضل.
لماذا يتجه الكثير من الكتاب الجدد إلى أدب الرعب والجريمة؟
لأنه من أكثر الأنواع الأدبية جذبًا للقراء، حيث يحمل عناصر التشويق والإثارة. لكنه في الوقت ذاته من أصعب الأنواع، لأن الكاتب مطالب دائمًا بتقديم حبكات جديدة وغير متكررة، خاصة مع الكم الهائل من الأعمال المترجمة والمنافسة القوية في هذا المجال.
ما العمل الأقرب إلى قلبك من بين ما كتبت؟
أحب جميع أعمالي، لكن رواية "مقتل كاتب رعب" تحتل مكانة خاصة لدي.
من هم مثلك الأعلى في الكتابة؟
في المسرح، أستلهم من الكاتب أحمد حسن البنا، وفي الرواية أعتبر الدكتور أحمد خالد توفيق نموذجًا يُحتذى به، أما في القصة القصيرة فأحب أعمال الكاتب عبدالحليم جمال.
ما هي طموحاتك المستقبلية؟
أسعى لأن أصبح كاتب سيناريو للأعمال السينمائية والتلفزيونية، حيث أرى في هذا المجال فرصة رائعة لنقل الأفكار بأسلوب بصري قوي.
وأخيرًا، ما نصيحتك لمن يسعى لدخول عالم الكتابة؟
على كل كاتب ناشئ أن يحافظ على الذوق العام للقراء، وألا ينجرف وراء الأساليب التي تهبط بالمحتوى الثقافي. اجعل من كلماتك أداة للتغيير الإيجابي، وساهم في الارتقاء بالمجتمع عبر أدبك وفكرك.