هبة جاويش: أكتب لأترك أثراً... والفانتازيا عالمي الذي أهرب إليه

حوار: ياسمين مجدي عبده
في أروقة معرض القاهرة الدولي للكتاب، تألقت أسماء كثيرة، كان من بينها الكاتبة هبة جاويش، التي قررت بعد سنوات من التردد أن تواجه ذاتها، وتمنح كتاباتها فرصة الظهور إلى العلن، بعد أن ظلت لسنوات حبيسة الدفاتر أو منشورات مواقع التواصل.
في البداية، كيف تعرّفين نفسك للقراء؟
مرحبًا بالجميع، أنا هبة جاويش، بدأت رحلتي في عالم الكتابة والنشر عام 2020، حين قررت أن أضع كتاباتي في النور، وأشارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب. كانت بدايتي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتدت مشاركة بعض النصوص، أو تدوين الأفكار في دفاتري الخاصة.
هل كانت الكتابة جزءًا من عاداتك منذ الطفولة؟
نعم بالتأكيد، منذ طفولتي كانت الكتابة قريبة إلى قلبي. كتبت أول قصة قصيرة عندما كنت في التاسعة من عمري، ومنذ ذلك الحين أصبحت الكتابة عادة محببة، وساعدني على تطويرها شغفي الكبير بالقراءة.
من كان الداعم الأول لك في هذا المسار؟
عائلتي كانت الداعم الأساسي. وقفوا إلى جانبي بكل حب، وقدموا لي الدعم المادي والمعنوي، خاصة في بداياتي التي كانت تحتاج إلى تشجيع وثقة.
حدثينا عن إصداراتك المطبوعة حتى الآن.
أصدرت حتى الآن سبعة أعمال مطبوعة، وهي: جايا، يودايمونيا، وجبة دسمة والقليل من الحساء الساخن، حكايا زهرة الكرز، حتى نلتقي، الخناس: الساكن الآخر لمنزلي، ذنب إيروس، وماذا تخبئ شجرة البرتقال؟، تتنوع هذه الأعمال بين الفانتازيا، الدراما، الرومانسية، والرعب، إلى جانب أعمال أخرى نشرتها إلكترونيًا.
كيف تختارين مواضيع أعمالك؟ وما النوع الأدبي الأقرب إلى قلبك؟
دائمًا ما أقول إن الأفكار هي من تختارني، لا العكس. عندما تأتيني فكرة قوية، أجد نفسي مندفعًة نحو الكتابة عنها فورًا. أميل إلى الفانتازيا، لأنها تمنحني الحرية لتشكيل عالم كامل من خيالي، وهذا أمر مبهج وخلاّق بالنسبة لي.
ما تقييمك لتجربة النشر الورقي؟
النشر الورقي له مزايا كثيرة، أهمها أنك تمسك بكتاب يحمل اسمك، وهذا شعور لا يمكن وصفه. كما أن الكتاب الورقي يبقى شاهدًا على وجودك، حتى بعد رحيلك. أما العيوب فتتمثل في التكاليف المرتفعة إذا تولى الكاتب مسؤولية النشر بنفسه، إضافة إلى معاناة بعض الكتّاب مع دور نشر لا تتعامل باحترافية، مما يُحبط أي موهبة ناشئة.
هل تكتبين من أجل التعبير أم من أجل إيصال رسالة؟
كلاهما معًا. أكتب للتعبير عن أفكاري ومشاعري، لكن دائمًا هناك رسالة أرغب في إيصالها للقارئ، قد تكون قيمة إنسانية، أو فكرة حياتية، كالصبر أو أهمية الصداقة.
ما جديدك القادم؟
أعمل حاليًا على إصدار جديد من تصنيف الرعب، ومن المنتظر أن يصدر خلال الأشهر القليلة المقبلة بإذن الله.
كيف تتعاملين مع النقد؟
أتقبّل النقد البنّاء بكل رحابة صدر، خاصة إن كان موضوعيًا ويساعدني على التطور. أما النقد السلبي لمجرد التجريح أو التقليل، فلا ألتفت إليه.
هل مررتِ بلحظة فشل استطعتِ تحويلها إلى نجاح؟
نعم، تجربتي الأولى في النشر لم تكن ناجحة بسبب قلة الخبرة. كنت أستطيع الاستسلام حينها، لكنني قررت أن أتعلم من الخطأ، وأكمل الطريق. واليوم أشعر أنني أسير على أرض صلبة.
هل تعتبرين الكتابة وسيلة علاج نفسي؟
بكل تأكيد. الكتابة تساعدني على تفريغ مشاعري، والتعبير عن كل ما يدور بداخلي، سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا. هي وسيلتي لفهم ذاتي والتصالح معها.
في رأيك، لماذا تراجع الأدب الرومانسي مؤخرًا أمام الرعب والفانتازيا؟
الرومانسي لم يختفِ تمامًا، لكنه تراجع نسبيًا لصالح أنواع أدبية أخرى، ربما لأن جمهور اليوم، خاصة اليافعين، ينجذب أكثر للرعب والفانتازيا بسبب عناصر الإثارة والتشويق.
وأخيرًا، كيف تقيّمين هذا الحوار؟
كان حوارًا رائعًا، وسعدت به كثيرًا. أشكركم على هذا اللقاء الممتع.