لماذا تنطلق الإمارات في سباق الذكاء الاصطناعي؟.. خبير رقمي يجيب

كتب: مصطفى صلاح
في خضم الطفرة العالمية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة إقليمية تسير بسرعة فائقة نحو توظيف هذه التقنيات، ليس فقط في المجال التكنولوجي، بل كعنصر أساسي في اتخاذ القرار الحكومي، بحسب ما يؤكده الخبير في الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، محمد علاء.
ويقول محمد علاء في تصريحاته: "الإمارات استيقظت مبكرًا على هذا التحول الكبير، وتعاملت مع الذكاء الاصطناعي باعتباره محركًا استراتيجيًا لا مفر من دمجه في جميع مفاصل الدولة". ويضيف: "بينما يتحدث العالم عن الذكاء الاصطناعي، نجد الإمارات وقد جعلته واقعًا يوميًا، ودمجته داخل أجهزة الدولة كمستشار يقدم تحليلات دقيقة ويدعم صانع القرار".
ويشير الخبير إلى أن ما يميز التجربة الإماراتية هو الانتقال من مرحلة الاختبارات إلى مرحلة التطبيق الفعلي، حيث دخل الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات، وامتد أثره إلى حياة المواطن اليومية.
ويستعرض محمد علاء أبرز المبادرات الإماراتية السبّاقة في هذا المجال، منها إطلاق أول استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي عام 2017، التي تستهدف الاعتماد الكامل على هذه التقنية بحلول عام 2031، إلى جانب تعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في العالم، وتأسيس شركة G42 التي تقود العديد من التطبيقات الذكية تحت قيادة الشيخ طحنون بن زايد، بالإضافة إلى إنشاء أول جامعة متخصصة للدراسات العليا في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم وهي "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي" عام 2019.
ويضيف علاء أن دولًا عربية أخرى بدأت تخطو بثقة في هذا المسار، وعلى رأسها مصر التي أطلقت استراتيجيتها الوطنية عام 2021، وأبرمت شراكات مع اليونسكو، وفعّلت برامج تدريبية تطبيقية تستهدف توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات حيوية مثل الصحة والزراعة والتعليم.
ويختتم الخبير حديثه بالتأكيد على أن من يتحرك الآن بذكاء وسرعة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في بنية الدولة، سيكون هو من يصنع ملامح الغد، مشيرًا إلى أن السباق لم يعد تقنيًا فقط، بل سباق رؤية وسيادة رقمية شاملة.