د.مصطفى دنقل يكتب: حادث المنوفية..من الجاني ومن المجني عليه؟
حادث جلل شهدته مصر صباح الجمعة الماضية راح ضحيته ١٨ فتاة في عمر الزهور المصريون وأبكاه الجميع..فتيات خرجن يحملن أرواحهن على أيديهن يبحثن عن لقمة العيش الحلال ويسترن انفسهن ويضربن المثل في المثابره وتحمل المشقة ويقمن بما يعجز عنه تحمله الرجال في الوقت الذي يجلس مئات الشباب على المقاهي حتى الصباح دون البحث عن فرصة عمل وتحمل المسؤلية معتمدين على مصروف الأب أو الأم دون خجل وإيمان بقيمة العمل .
الحادث جلل كشف عن عوار وفساد سنوات..كشف المستور والتقاعس عن العمل والرقابة..كشف الإهمال وغياب الضمير والحفاظ على الأرواح..فكيف لطريق مر على تشغيله ثمان سنوات يصل الى هذا الحال من التهالك ويصبح مصيدة للموت وازهاق الأرواح عليه مع إشراقة كل صباح؟
طريق أنفقت عليه الحكومة ملايين الجنيهات يصل إلى هذه الدرجة من الإهمال فما ذنب هؤلاء الفتيات أن يدفعن ثمن إهمال سنوات وفساد مسؤلين غابت ضمائرهم ولم يقوموا حتى بالمرور على هذا الطريق ومحاولة إصلاحه فأين الرقابة وأين المحافظة والمحليات من هذا الخلل ومتابعة حال الطرق..ومن الجاني في هذه الحادثة بعد أن حاول كل مسؤل التنصل عنها..هل فساد المحليات أم السائق الذي ثبت تعاطيه المخدرات وهذه جريمة أخرى دون حساب رغم الإعلان عن حملات التوعية وتحليل المخدرات التي تقوم بها الحكومة وصندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الإجتماعي..أم المسؤل رئيس الوزراء وزارة النقل..أم مجلس النواب الذي لم يستجوب مسؤل ويعلن مساندة الشعب.
حان الوقت أن يخرج المسؤلين ويعلنوا اعتذارهم وخطأهم عما وقع في حق هؤلاء الفتيات الذين دفعن ارواحهن ثمنا لهذا الإهمال.
