مصطفى صلاح يكتب: عمرو صحصاح: رحلة من التألق في الصحافة الفنية إلى النجاح في عالم التمثيل
منذ دخوله عالم الصحافة، أثبت الكاتب الصحفي عمرو صحصاح أنه ليس مجرد صحفي عادي، بل هو صاحب رؤية صحفية ومهنية عالية جعلته من أبرز الأسماء في الصحافة الفنية. بدأت مسيرته الصحفية في عام 2010، عندما انضم إلى "اليوم السابع" وتخصص فى قسم الفن ليكون محط أنظاره. تميز عمرو منذ بداية مشواره الصحفي بقدرته على تقديم محتوى فني مميز، حيث كان يحافظ على الدقة في نقل الأخبار والموضوعية في التحليل، مما جعل له مكانة بارزة في الوسط الصحفي.
لقد استطاع عمرو صحصاح أن يثبت نفسه في ميدان الصحافة الفنية بفضل شغفه الكبير بهذا المجال. لم يكن يقتصر عمله على تغطية الأخبار الفنية فحسب، بل كان يتطلع دائمًا إلى تقديم أبعاد تحليلية تميز تقريره عن باقي التقارير الصحفية الأخرى. كان حريصًا على أن تكون تغطيته الصحفية ذات طابع خاص، حيث يدمج بين الحياد والموضوعية، ما جعله يحظى بثقة كبيرة من الفنانين والجمهور على حد سواء. وهو ما ساعده على تكوين علاقات وطيدة مع كبار نجوم الفن في مصر والعالم العربي.
أحد أبرز الملامح التي تميز بها عمرو صحصاح كان قدرته على إجراء حوارات صحفية متميزة مع كبار الفنانين. فإجراء الحوارات الصحفية مع نجوم الفن من أصعب التحديات التي تواجه الصحفيين، حيث يتطلب الأمر مهارة عالية في التعامل مع الفنانين وحساسية في طرح الأسئلة. إلا أن عمرو كان ينجح في كل مرة في خلق مناخ مريح للفنانين، مما يسمح لهم بالحديث بحرية عن حياتهم الشخصية والمهنية. وكانت حواراته دائمًا مصدرًا للأخبار الحصرية والفضول الجماهيري. من بين الفنانين الذين أجرى معهم عمرو صحصاح حوارات مشهورة، نجد النجوم يسرا، يحيي الفخراني، عمر الشريف، ميرفت أمين وغيرهم من النجوم البارزة في الساحة الفنية.
وإلى جانب نجاحاته الصحفية، كان لعمرو صحصاح دور كبير في تطوير موقع "وشوشة" عندما تولى منصب رئيس التحرير. كان هذا المنصب نقطة فارقة في مسيرته، حيث استطاع أن يعيد صياغة محتوى الموقع بما يتلاءم مع العصر الرقمي واحتياجات الجمهور المتزايدة للحصول على الأخبار الفنية بسرعة وسهولة. لم يقتصر دور عمرو على نشر الأخبار التقليدية أو تقارير الحفلات والمهرجانات الفنية، بل عمل على إضافة طابع جديد للموقع من خلال إطلاق فقرات متجددة تجمع بين الأخبار الفنية والمحتوى الترفيهي. كما اهتم بتسليط الضوء على قضايا الفن والمجتمع في إطار جذاب. وقد ساعدت هذه الإضافات في زيادة عدد زوار الموقع، مما جعله واحدًا من أبرز المواقع الفنية في المنطقة.
وكان من أهم الابتكارات التي أضافها عمرو صحصاح في "وشوشة" هو تنظيم الندوات الصحفية مع كبار النجوم، حيث عمل على تنظيم هذه الفعاليات بشكل يتيح الصحفيين والمهتمين بفرصة التفاعل مع الفنانين في مناخ احترافي يتيح طرح أسئلة ومناقشة قضايا فنية ملحة. وقد أسهمت هذه الفعاليات في زيادة تأثير الموقع وجعلته مصدرًا موثوقًا للمتابعين لكل ما يتعلق بصناعة الفن. كانت الندوات الصحفية التي نظمتها "وشوشة" تحت إشراف عمرو صحصاح دائمًا نقطة نقاش وتحليل حول قضايا الفن والمجتمع، وقد عملت على تقديم محتوى جديد ومتنوع يهم جمهور الموقع.
ورغم انشغاله في مجال الصحافة، لم يتوقف عمرو صحصاح عن حلمه في عالم الفن. دخل عمرو عالم التمثيل وحقق نجاحًا ملحوظًا، حيث بدأ بتقديم أدوار صغيرة في مسلسلات وأفلام متعددة، ليبدأ بعد ذلك في تلقي فرص أكبر، وذلك بعد أن أثبت موهبته في تجسيد الشخصيات المختلفة. كانت البداية مع مسلسلات مثل "طاقة نور"، "أفراح إبليس"، و"الحلال"، ولكن سرعان ما بدأ يظهر بقوة في أدوار أكبر وأكثر تنوعًا. وكان أبرزها دوره في مسلسل "أرض جو"، حيث لعب شخصية "ناصر"، التي نالت إعجاب الجمهور بسبب نضج أدائه وإقناعه. وقد ساعدته خلفيته الصحفية في تطوير قدرته على التعبير عن مشاعر الشخصيات التي يجسدها، حيث كان يمتلك قدرة مميزة على توصيل الأفكار والتعبيرات بصدق وواقعية.
ورغم أنه تمسك بمسيرته الصحفية، إلا أن عمرو استطاع أن يثبت نفسه في مجال التمثيل، حيث شارك في عدد من المسلسلات الناجحة مثل "قوت القلوب"، "حكايتي"، و"أفراح إبليس 2"، بالإضافة إلى أعمال سينمائية مثل "حليمو أسطورة الشواطئ" و"بحبك". ومع مرور الوقت، أصبح عمرو صحصاح واحدًا من الفنانين الذين يترقب الجمهور أعمالهم الجديدة بفارغ الصبر، وأثبت بجدارة أنه يستطيع أن يجمع بين الصحافة والفن ويبدع فيهما على حد سواء.
قدّم عمرو صحصاح العديد من الأدوار المتنوعة التي شملت أدوارًا في مسلسلات وأفلام تليفزيونية وسينمائية، ومنها: "عتبات البهجة" (2024)، "مفترق طرق" (2024)، "بحبك" (2022)، "قوت القلوب" (2020)، "قوت القلوب 2" (2020)، "أفراح إبليس 2" (2019)، "حكايتي" (2019)، "الأب الروحي 2" (2018)، "أرض جو" (2017)، "الحلال" (2017)، "حليمو أسطورة الشواطئ" (2017)، "سلسال الدم 4" (2017)، "طاقة نور" (2017)، "عرايس خشب" (2017)، "أبو البنات" (2016)، "السبع بنات" (2016)، "سلسال الدم 3" (2016)، "مملكة يوسف المغربي" (2016)، "يونس ولد فضة" (2016)، "دنيا جديدة" (2015)، "سلسال الدم 2" (2015)، "مريم" (2015)، "جبل الحلال" (2014)، "سالم أبو أخته" (2014)، "القاصرات" (2013)، "الصفعة" (2012)، "بالأمر المباشر" (2012).
لقد نجح عمرو صحصاح في التوفيق بين الصحافة والفن، وأثبت أنه قادر على التفوق في كلا المجالين. فهو نموذج للإبداع الصحفي والفني في آن واحد. استطاع أن يجعل من نفسه رمزًا في الصحافة الفنية، ليس فقط من خلال تقاريره وحواراته الصحفية المتميزة، بل أيضًا من خلال مشاركته الفاعلة في تقديم أدوار متنوعة في الدراما والسينما. لقد نجح في أن يكون الصحفي الذي يبدع في الكتابة والتمثيل في الوقت ذاته، ليحقق نجاحًا غير مسبوق في مجالي الفن والصحافة.
إن عمرو صحصاح، بتنوع مهاراته وإبداعه، يظل واحدًا من القلائل الذين استطاعوا الجمع بين الصحافة والفن والابتكار في كليهما، ليظل مثالًا حيًا على القدرة على التفوق والإبداع في أكثر من مجال.