مركب طبيعي موجود في الفواكه والخضروات الشائعة قد يُبطئ الخرف وأمراض الدماغ

يوليو 17, 2025 - 11:56
مركب طبيعي موجود في الفواكه والخضروات الشائعة قد يُبطئ الخرف وأمراض الدماغ

كتبت: أمنية شكري

دراسة جديدة تكشف: مركب الكامبفيرول يساعد في الوقاية من الخرف والتصلب الجانبي الضموري (ALS).

أظهرت دراسة حديثة من جامعة ميزوري أن مركبًا طبيعيًا يُدعى كامبفيرول (Kaempferol) – يوجد بكثرة في الخضروات الورقية والتوت – قد يكون مفتاحًا جديدًا في علاج الأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف والتصلب الجانبي الضموري (ALS).

ووفقًا للباحثين، فإن هذا المركّب يعمل على حماية الخلايا العصبية، ويُظهر إمكانيات علاجية واعدة في الحد من تطور هذه الأمراض العصبية الخطيرة.

ما الكامبفيرول؟ وأين يوجد؟

الكامبفيرول هو مضاد أكسدة طبيعي يوجد في مجموعة من الأطعمة النباتية الشائعة مثل: الكرنب (الملفوف) والتوت بأنواعه والشيكوري (الهندباء البرية). ويتميز هذا المركب بقدرته على مكافحة الإجهاد التأكسدي وتحسين وظائف الخلايا العصبية.

كيف يساعد الكامبفيرول في علاج الخرف وALS؟

بحسب الدكتورة سميتا ساكسينا، أستاذة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بكلية الطب في جامعة ميزوري، فإن الكامبفيرول: يُعزز إنتاج الطاقة داخل الخلايا العصبية. ويُقلل من التوتر داخل الشبكة الإندوبلازمية (المسؤولة عن معالجة البروتينات). ويُبطئ من تدهور الخلايا العصبية. ويُحسن من وظائف العضلات ويُقلل ضمور العضلات.

وقد وجدت الدراسة أن الكامبفيرول يؤثر في مسارين حيويين داخل الخلية: الطاقة ومعالجة البروتينات، وهما مساران يتعرضان للخلل لدى مرضى ALS ومرضى الخرف.

تحديات امتصاص الكامبفيرول في الجسم

رغم فوائده الكبيرة، إلا أن هناك تحديات رئيسية تواجه استخدام الكامبفيرول كعلاج فعّال: ضعف الامتصاص في الجسم الكامبفيرول لا يُمتص بسهولة من الأمعاء، ويحتاج الجسم إلى كميات ضخمة منه لتحقيق فائدة علاجية. فمثلًا، يحتاج مريض ALS إلى تناول 4.5 إلى 5 كجم من الكرنب يوميًا للحصول على الجرعة المطلوبة.

صعوبة الوصول إلى الدماغ:

الحاجز الدموي الدماغي يمنع دخول الجزيئات الكبيرة مثل الكامبفيرول، ما يُعقّد إمكانية وصوله إلى الخلايا العصبية داخل الدماغ.

هل يمكن التغلب على هذه التحديات؟

يعمل فريق البحث في مبنى Roy Blunt NextGen في جامعة ميزوري على تطوير تقنيات جديدة لتسهيل امتصاص الكامبفيرول، ومن أبرزها: استخدام الجسيمات النانوية الدهنية (Lipid Nanoparticles):وهي كرات دقيقة مكونة من الدهون تُستخدم في توصيل الأدوية إلى داخل الخلايا.

تقول ساكسينا: "نخطط لتغليف الكامبفيرول داخل جسيمات نانوية دهنية، مما يُسهل امتصاصه من قبل الخلايا العصبية.

هذا قد يُحدث تحولًا كبيرًا في فعاليته ويزيد من فوائده العلاجية.

ما المستقبل المنتظر للكامبفيرول في علاج الأمراض العصبية؟

رغم العقبات التقنية، يُعد الكامبفيرول من أكثر المركبات الطبيعية الواعدة لعلاج: مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) والخرف ومرض الزهايمر ومرض باركنسون. وما يُميزه أنه يُظهر تأثيرًا حتى بعد ظهور الأعراض، على عكس كثير من العلاجات التي تفقد فاعليتها في المراحل المتقدمة من المرض.

الخلاصة: الكامبفيرول وأمل جديد في مواجهة الخرف

يُمثل الكامبفيرول بارقة أمل في مجال علاج الأمراض العصبية المزمنة، خاصةً تلك المرتبطة بالتقدم في العمر مثل الخرف.

ومع تطور الأبحاث وابتكار تقنيات جديدة لتوصيل المركّب إلى الدماغ، قد نشهد في المستقبل القريب علاجات فعّالة تعتمد على هذا المركب الطبيعي المتوفر في غذائنا اليومي.

المصدر: Acta Neuropathcommunications

https://www.ebiotrade.com/newsf/2025-4/20250415071542731.htm