قفزة في أداء معمل متبقيات المبيدات تؤكد جاهزية مصر للمنافسة عالميًا

يوليو 7, 2025 - 12:23
قفزة في أداء معمل متبقيات المبيدات تؤكد جاهزية مصر للمنافسة عالميًا

كتبت: شروق حمدي مصطفى 

في سابقة تعكس التحول النوعي في قدرات الرقابة الغذائية المصرية، نجح المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، في تحقيق طفرة تحليلية غير مسبوقة خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري، حيث تجاوز عدد العينات التي تم فحصها حاجز الـ204 آلاف عينة، بزيادة ملحوظة بلغت 33% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأكدت الدكتورة هند عبد اللاه، مدير المعمل، أن هذا التوسع الكبير في حجم التحاليل يأتي تنفيذًا لتوجيهات السيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف مباشر من الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، ضمن خطة شاملة لرفع كفاءة المعمل وزيادة جاهزيته لخدمة ملف الصادرات الزراعية وتعزيز جودة المنتجات الموجهة للسوقين المحلي والدولي.

وفي التفاصيل، توزعت العينات التي استقبلها المعمل بين 32 ألف عينة لمنتجات مُعدة للتصدير، و46 ألف عينة واردة للبلاد، إلى جانب أكثر من 118 ألف عينة خضعت للفحص بناءً على طلب العملاء للتأكد من مطابقة منتجاتهم لمتطلبات الجودة، مما يعكس تنامي ثقة المنتجين والمصدرين في خدمات المعمل وقدرته على تلبية احتياجاتهم المتزايدة.

ولفتت عبد اللاه إلى أن المعمل نجح خلال نفس الفترة في الحفاظ على اعتمادات دولية مرموقة، منها تجديد اعتماد الأيزو من هيئة الاعتماد الأمريكية، وتجديد اعتماد "إيجاك"، فضلًا عن استمرار الاعتراف الدولي من وزارة الزراعة الأندونيسية كجهة تحليل رسمية للسلع المصرية المصدرة إليها، وهو ما يعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الآسيوية.

على صعيد التعاون الدولي، سجل المعمل حضورًا لافتًا في عدد من البرامج التدريبية الإقليمية والدولية، من بينها تدريب متخصصين أفارقة على تحليل الهيدروكربونات العطرية، والمشاركة في برامج دولية بإسبانيا وبلجيكا، إلى جانب تنظيم دورات فنية لـ12 دولة إفريقية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي إطار التطوير الداخلي، تم تدعيم المعمل بجهازين جديدين وتحسين تجهيزات قسم العناصر الثقيلة، مع بدء خطوات إنشاء فرع جديد بمحافظة بني سويف لخدمة مناطق الصعيد، ليضاف إلى المقر الرئيسي بالجيزة وفرع الإسماعيلية.

وأشارت مدير المعمل إلى أن النصف الأول من 2025 شهد كذلك توسيع قاعدة التحاليل المُعتمدة بإدخال أكثر من 8 تحاليل جديدة تتماشى مع المتطلبات الرقابية العالمية، كما تم تنفيذ برامج تدريبية مكثفة لأكثر من 200 متدرب من مختلف الجهات، واستقبال زيارات علمية من طلاب الجامعات وممثلين دبلوماسيين، أبرزها زيارة سفير أوزبكستان، بهدف تعزيز التعاون البحثي المشترك.

واختتمت عبد اللاه بالتأكيد على أن المعمل لا يكتفي بالدور الفني فقط، بل يواصل مساهمته في الحراك العلمي، من خلال الأبحاث، وتحكيم الرسائل العلمية، والإشراف الأكاديمي، ليظل نموذجًا يحتذى به كمركز وطني رائد في سلامة الغذاء وجودة التحاليل في المنطقة.