د. مي القط تكتب: «التربية الإيجابية» سر تنشئة أطفال أقوياء وواثقين

يوليو 19, 2025 - 08:51
د. مي القط تكتب: «التربية الإيجابية» سر تنشئة أطفال أقوياء وواثقين

في عالم سريع التغيرات والتحديات، أصبح من الضروري أن نعيد التفكير في الطريقة التي نربي بها أطفالنا. فالتربية لم تعد تعني فقط توفير الطعام والملبس والتعليم، بل أصبحت مسؤولية تشكيل شخصية قادرة على التكيف، التفكير، واحترام النفس والآخرين. وهنا يأتي دور "التربية الإيجابية"

 ما هي التربية الإيجابية؟

التربية الإيجابية هي أسلوب تربوي يركز على بناء علاقة قائمة على الاحترام، التعاطف، والتواصل الفعّال بين الأهل والأطفال، بعيدًا عن التهديد أو العقاب العنيف هي تربية ترى في كل موقف فرصة للتعليم، وفي كل خطأ فرصة للتوجيه، لا للإهانة أو الإحباط.

المبادئ الأساسية للتربية الإيجابية

: الحب غير المشروط

الطفل يحتاج أن يشعر أنه محبوب ومقبول كما هو، وليس فقط عندما ينجح أو "يحسن التصرف". هذا الأمان العاطفي هو حجر الأساس لشخصيته

الانضباط الإيجابي بدلًا من العقاب:

بدلاً من الصراخ أو الضرب، يتم استخدام بدائل مثل: تحديد العواقب المنطقية، إعطاء فرص للتفكير، أو توجيه الطفل لاختيار بديل أفضل.

الاستماع الفعّال:

منح الطفل مساحة للتعبيرعن مشاعره، بدون استهزاء أو تقليل، يعزز ثقته بنفسه ويقوي علاقته بوالديه.

القدوة الحسنة:

الأطفال يتعلمون بالسلوك أكثر من الكلام. فكن ما تريد أن تراه في طفلك.

 التشجيع بدلًا من المدح الزائد

التشجيع يركز على الجهد والمثابرة ("أنا فخور بمحاولتك!")، بينما المديح الزائد ("أنت عبقري!") قد يخلق ضغطًا داخليًا ويضعف الحافز الذاتي.

 لماذا نحتاج إلى التربية الإيجابية الآن أكثر من أي وقت مضى؟

في عصر التكنولوجيا والضغوط النفسية، يعاني الكثير من الأطفال من القلق وضعف المهارات الاجتماعية. التربية الإيجابية تعزز من ذكائهم العاطفي، قدرتهم على حل المشكلات، وتحمل المسؤولية.

 في الختام

التربية ليست مهمة سهلة، ولا يوجد فيها "كتيب تعليمات" موحد. لكن باتباع نهج إيجابي مبني على الحب والاحترام، يمكننا أن نزرع في أطفالنا الثقة، والقدرة على اتخاذ القرار، والتوازن النفسي.

فلنربّيهم كما نتمنى أن يُعاملوا في المستقبل: بكرامة، ودفء، وفهم.