الأزهر يكتب فصلاً جديدًا في مسيرة الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة تحت شعار "أينما حللت فأزهر"

في مشهدٍ مفعمٍ بالفخر والإصرار، عاش طلاب جامعة الأزهر بأسيوط لحظةً طال انتظارها، بعدما تحوّل الحُلم المؤجل إلى واقعٍ مُشرّفٍ، مع استضافة فرع الجامعة فعاليات الكونجرس السنوي الثلاثين للاتحاد المصري لطلاب الصيدلة (EPSF 30th Annual Congress)، وهو الحدث الأكبر والأبرز على مستوى كليات الصيدلة في جمهورية مصر العربية.

جاء المؤتمر تحت رعاية كلٍّ من الأستاذ الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، والأستاذ الدكتور عمر محافظ عميد كلية الصيدلة بنين بأسيوط، والأستاذ الدكتور جمال سلطان عميد كلية الصيدلة بنات بأسيوط، وبالتعاون مع إدارة الجامعة وعمادة الكلية، تقديرًا لجهودهم في دعم وتمكين الشباب.

وشهدت الفعاليات مشاركة أكثر من 600 طالب وخريج من 40 جامعة مصرية، في تجربةٍ علمية وتدريبية تهدف إلى تأهيل طلاب الصيدلة لسوق العمل، من خلال جلسات تخصصية وورش عملية وأنشطة تفاعلية، جمعت بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي.

ومن أبرز فعاليات المؤتمر، جاءت جلسة الجمعية العمومية (General Assembly)، التي تُعد الحدث الأهم في مسيرة الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة.

كما حظي المؤتمر برعاية كبرى الشركات والمصانع الدوائية المصرية، من بينها: MUP، Epico، MASH، Utopia، Duaya، والتي ساهمت في تقديم فرص تدريبية وبرامج تطوير مهني لطلاب الصيدلة، تأكيدًا على أهمية الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية في بناء جيلٍ من الصيادلة القادرين على مواكبة متغيرات العصر.

على مدار أربعة أيام متتالية، توزّعت الفعاليات بين العلم والعمل، حيث نوقش مستقبل الرعاية الصحية بمفاهيم الاستدامة والتحول الرقمي، وتضمّنت ورشًا عملية حول التعامل مع المرضى والصحة الرقمية، إلى جانب جلسات متخصصة في الصيدلة المستدامة في مستحضرات التجميل، وورش تفاعلية لتصميم تطبيق mHealth.

كما أُدرج الجانب الإنساني ضمن أجندة المؤتمر من خلال جلسات عن الطب الشخصي وتطوير المهارات المهنية، فيما خُصص اليوم الأخير لمناقشة المستقبل العملي للمهنة، عبر ورش عن التركيبات الصيدلية وإدارة المرضى، وجلسة حول دور الصيدلة في وسائل التواصل الحديثة، ليُختتم المؤتمر بمسابقة الرعاية الصحية الرقمية التي جسدت روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب.

وأكد القائمون على التنظيم أن استضافة الكونجرس لم تكن وليدة الصدفة، بل هي ثمرة حلمٍ بدأ عام 2019، حين كان فرع الأزهر بأسيوط يستعد لاستضافة مؤتمر "بُنيان" قبل أن تُلغيه جائحة كورونا. تلك التجربة المؤلمة تركت في نفوس الطلاب عزيمةً لا تلين، وإصرارًا لا يعرف التراجع، فواصلوا العمل طوال خمس سنوات حتى تحقق الحلم أخيرًا.

وفي ختام الفعاليات، عبّر منظمو الحدث عن فخرهم بهذا الإنجاز قائلين: "اليوم أثبتنا أن طلاب الأزهر قادرون على تحقيق المستحيل، وأن الإصرار يصنع التاريخ، فحيثما حللنا أزهرنا حاضرنا."

لم يكن المؤتمر مجرد حدث أكاديمي؛ بل كان منصة حقيقية لبناء المستقبل، جمعت بين الأمل والعمل، والعلم والإنسانية، وأطلقت طاقات الشباب نحو التميز والقيادة في عالم الصيدلة الحديث.

وبتلك الروح، كتب طلاب الأزهر بأسيوط صفحةً جديدة في تاريخ الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة، صفحةً تُسطر عنوانها بثقة: "أينما حللت فأزهر."