محمد رضا: السردية الوطنية تمثل نقطة تحول في مسيرة الإصلاح الاقتصادي المصري

Sep 10, 2025 - 19:08
محمد رضا: السردية الوطنية تمثل نقطة تحول في مسيرة الإصلاح الاقتصادي المصري

كتب: حسن أحمد

صرح السيد محمد رضا، الرئيس التنفيذي لمجموعة سوليد كابيتال أفريقيا والخليج العربي أنه جاء إطلاق الحكومة المصرية السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية في توقيت بالغ الأهمية، حيث تمثل نقطة تحول في مسيرة الإصلاح الاقتصادي المصري.

حيث تشكل إطارا استراتيجيا متكاملا يربط بين مستهدفات رؤية مصر 2030، ووثيقة ملكية الدولة، وبرنامج عمل الحكومة والبنك المركزي المصري خلال الفترة القادمة، بما يعزز السياسات الداعمة للنمو والتشغيل.حيث تجسد السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية إطار إصلاحي شامل يرتكز على خمسة محاور رئيسية تشمل "استقرار الاقتصاد الكلي، جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، التنمية الصناعية والتجارة الخارجية، كفاءة ومرونة سوق العمل والتخطيط الإقليمي لتوطين التنمية"

وذلك بما يتماشى مع الأولويات الوطنية لتعزيز النمو وخلق فرص عمل جديدة وتحقيق تنمية متوازنة بين الأقاليم على مستوى الجمهورية ويعيد تعريف دور الدولة في الاقتصاد ويعزز تنافسيتها مع فتح المجال بشكل أوسع أمام مشاركة القطاع الخاص كشريك رئيسي في عملية التنمية الاقتصادية.

وتضع السردية قطاعات التصدير والتحول الصناعي في صدارة أولويات الحكومة، مع تقديم حوافز موجهة لتعزيز الصادرات وتطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية، ما يجعل مصر مركزا صناعيا إقليميا يخدم أسواق إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مستفيدة من شبكة اتفاقياتها التجارية مثل الكوميسا واتفاقية الشراكة الأوروبية.

مما يعزز من الرؤى المستقبلية للاقتصاد المصري بأن مصر تسير بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد قوي قائم على الإنتاج والتصدير وقادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة لتنعكس على تحسين معيشة المواطنين وتوفير فرص عمل جديدة؛ في ظل انتهاء الحكومة المصرية من عملية إصلاح تشريعي واسعة شملت الضرائب والاستثمار والعمل والملكية الفكرية والإفلاس وغيرها.

مع تبني الحكومة المصرية حوار مجتمعي واسع حول السردية الوطنية خلال الشهرين القادمين يشارك فيه القطاع الخاص والمجتمع المدني وكافة قطاعات الاقتصاد المصري يصل بهذه الرؤية لمرحلة التكامل ويمنحها توافق مما يعزز من أن تصبح أطار إصلاحي شامل للاقتصاد المصري ويجعلها قابلة للتنفيذ بدعم من كافة الأطراف الاقتصادية سواء من القطاع العام أو الخاص. 

لتمثل هذه السردية رسالة قوية للمجتمع الدولي وللمستثمرين الإقليميين والدوليين بأن الاقتصاد المصري يتجه نحو مرحلة جديدة من الانضباط والاستدامة، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة مثل التوترات الجيوسياسية وتقلبات الاقتصاد العالمي، ما يتيح لمصر تنويع مصادر التمويل وتقليل الاعتماد الكامل على برامج صندوق النقد الدولي في ضوء ما تردد عن عدم توافق وجهات النظر بشأن بعض الإجراءات الإصلاحية وتأجيل المراجعات والشرائح التمويلية المرتبطة بالبرنامج القائم مع الصندوق.

كما تحمل السردية الوطنية انعكاسات إيجابية مباشرة على تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة حيث أن وضوح الرؤية الاقتصادية حتى عام 2030 تمنح المستثمر الأجنبي مستوى أعلى من الثقة والقدرة على التنبؤ، مما يقلل من مخاطر عدم اليقين التي عادة ما تعيق الاستثمار طويل الأمد. كما أنها تعزز من مصداقية الدولة أمام المؤسسات المالية الدولية، ويمهد الطريق لرفع التصنيف الائتماني لمصر تدريجيا، وهو ما يمثل عاملا حاسما في جذب المستثمر المؤسسي وصناديق الثروات السيادية من دول الخليج وآسيا.

السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية ليست مجرد وثيقة حكومية، بل هي إطار جامع يوحد جهود الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ويرسل إشارة قوية للمجتمع الدولي بأن مصر قادرة على إدارة اقتصادها بفاعلية واستقلالية، ما يجعلها وجهة استثمارية رائدة في المنطقة، خاصة في ظل التحولات العالمية التي تبحث فيها رؤوس الأموال عن أسواق واعدة وآمنة.

وسوف تحول السردية الوطنية صورة مصر في أذهان المستثمرين من اقتصاد قائم على رد الفعل وبرامج التمويل الطارئة، إلى اقتصاد يملك خطة واضحة وطموحة، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى:

- تحول مصر لوجهة استثمارية استراتيجية طويلة الأجل، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية.

- رفع ترتيب مصر في مؤشرات التنافسية الدولية مثل Ease of Doing Business وGlobal Competitiveness Index.

- تعزيز الرسائل الدبلوماسية الاقتصادية لمصر وتقليل الاعتماد على برامج الدعم الخارجي.

كما سيكون لها أيضا تأثير مباشر على تطوير سوق المال المصري، حيث ستعطي إشارات إيجابية للمستثمرين حول برنامج الطروحات الحكومية، مما يشجع على مشاركة رؤوس الأموال الأجنبية في شراء حصص بالشركات المطروحة، إلى جانب تحفيز القطاع الخاص على القيد بالبورصة لجمع التمويل؛ وإذا تزامن مع إصلاحات هيكلية في قوانين سوق المال وتحسين السيولة، سيؤدي إلى:

- تحسن أداء الأسهم المصرية، خصوصا في قطاعات البنوك والصناعات التصديرية.

- دخول صناديق استثمار أجنبية ومؤسسات مالية كبرى.

- تطوير سوق أدوات الدين مثل السندات والصكوك، وتقليل الاعتماد على الاقتراض قصير الأجل.

مجموعة سوليد كابيتال هي منصة متكاملة للخدمات والحلول المالية والاستثمارية تعمل في مناطق أفريقيا والخليج العربي، وتقدم مجموعة واسعة من الخدمات الاستشارية والمالية بما في ذلك تقييمات الجدوى، وخطط العمل، ودراسات القيمة العادلة، والاستشارات المالية للمؤسسات المالية والبنوك والشركات الخاصة والعامة.