«واجه الصحافة» يسلّط الضوء على قوة المدارس المنتجة ودورها في تمكين الشباب وبناء اقتصاد مستدام
كتبت: شيرين الشافعي
قدّم برنامج «واجه الصحافة» على قناة النيل للأخبار حلقة موسعة تناولت مستقبل التعليم الفني وأثر المدارس المنتجة والورش التدريبية في دعم الاقتصاد الوطني وتمكين الشباب. وجاءت الحلقة في وقت يشهد فيه سوق العمل تحولات متسارعة تفرض الحاجة إلى مهن وحرف قادرة على خلق فرص واقعية، بعيدًا عن المسارات التقليدية.
استضاف البرنامج أ.د/ وهاد سمير، أستاذ المعهد العالي للفنون التطبيقية ومؤسس مشروع «الخردة باب رزق»، إلى جانب أسماء زايد، مسئول ملف مجلس الوزراء بجريدة الوطن. وناقش الضيفان مع فريق البرنامج كيف تحولت الحرف من نشاط محدود إلى مسار مهني يوفر مهارات قابلة للتطبيق الفوري داخل سوق يشهد توسعًا في قطاعات الصناعة والطاقة والبناء والخدمات.
وأشار الضيوف إلى أن الورش التدريبية أصبحت عنصرًا أساسيًا في إعداد خريجين يمتلكون مهارات عملية حقيقية، بفضل التدريب المباشر الذي يتيح للطالب الانتقال إلى بيئة العمل دون فجوة بين الدراسة والتطبيق، مع تمكين الشباب من إطلاق مشروعات صغيرة أو الحصول على وظائف مستقرة خلال فترات قصيرة.
وتوقفت الحلقة أمام نموذج «المدارس المنتجة» باعتباره أحد أبرز الاتجاهات الحديثة في منظومة التعليم الفني؛ مدارس تجمع بين التعليم النظري والعمل الإنتاجي، وتحوّل الطالب من متلقٍ للمعرفة إلى عنصر داخل دورة الإنتاج من خلال ورش مجهزة ومعايير تدريب تستند إلى الجدارات المهنية. ويأتي هذا التوجه متسقًا مع جهود الدولة في تطوير التعليم الفني والتكنولوجي، وإنشاء مدارس تكنولوجية تطبيقية بالشراكة مع القطاع الخاص.
وتناول البرنامج أهمية قطاع الحرف والمهن بوصفه ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية، لما يوفره من عمالة ماهرة تلبي احتياجات الصناعة، وقدرته على تقليل البطالة، وتوسيع فرص ريادة الأعمال، وخلق روابط أعمق بين التعليم الفني والقطاع الصناعي عبر التدريب العملي.
وفي المقابل، عرضت الحلقة أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع، ومنها ضعف تجهيز بعض المدارس والورش، نقص المدربين المتخصصين، تأخر تحديث المناهج، واتساع الفجوة بين التخصصات المتاحة واحتياجات سوق العمل، إضافة إلى العقبات التي يواجهها بعض الخريجين في الحصول على وظائف تتناسب مع مهاراتهم.
وشدد الضيوف على ضرورة الاستمرار في تحديث البنية التحتية للتعليم الفني وتوسيع برامج التدريب، إلى جانب تعزيز الشراكات مع مؤسسات الإنتاج لضمان تكامل فعلي بين التعليم وسوق العمل.
وجاءت الحلقة بجهود فريق قناة النيل للأخبار برئاسة أسامة راضي، وإشراف على عبد الصادق مدير البرامج، ورئاسة تحرير شيرين الشافعي. شارك في الإعداد: إسلام النويشي، نهى إسماعيل، وسام محمود. وتولى التصوير داليا إسماعيل وإيمان عزت، والإضاءة إيمان حمدي، والإنتاج محمود تكروري وماهر عزت. أخرجت الحلقة لمياء جوده وقدمتها الإعلامية حنان الخولي.