د.حازم الشاذلي يكتب: مخالي حاسب حسابه

ديسمبر 2, 2025 - 17:38
د.حازم الشاذلي يكتب: مخالي حاسب حسابه

رواية لطيفة وأيضاً فيها العظة والعبرة أظنها نشرت ولكن للأسف لا اتذكر إسم المؤلف أو سنة النشر٠

جرسون يونانى يعيش فى الاسكندرية واسمه مخالى أشتهر بالجد والإتقان فى عمله وقدرته الفائقة على عمل الحسابات وظبط الأرقام كما عرف عنه حسن معاملته للزبائن ولمرؤوسيه عاش حياته فى مستوى مادى معقول بسبب إيمانه بمثل مصرى عريق وهو على أد لحافك مد رجليك حياة جميلة ولكنها بعيدة تماماً عن البذخ والرفاهية لم يتزوج وليس هذا كرهاً فى النساء وإنما حباً للحرية وحرصاً منه على عدم الإتيان بشريك يفسد حساباته فى العيش الكريم بلا استدانة.

وفى أحد الأيام وبعد ضربة حظ لا تأتى للكثيرين توفى عم مخالى الوحيد المهاجر للبرازيل منذ زمن طويل وترك له ثروة طائلة لم يصدق نفسه فكيف تبتسم له الدنيا بعد أن بلغ من العمر ستين عاما؟ تريث واستجمع كل قواه العقلية وراح يفكر كيف سيستثمر أو ينفق كل هذا المال ؟ وبدأ يحسب حساباته وهو المشهور بذلك. 

وبعد أن استرجع إعمار والديه وأجداده وأقاربه وحالته الصحية الحالية وجد أنه غالباً سيموت فى عمر الخامسة والسبعين وعلى ذلك فإنه إذا أنفق كل يوم وببذخ شديد فانه سيظل غنياً حتى مماته.

ترك عمله بالطبع وراح يعيش حياة الرفاهية وينفق ببذخ شديد أقام وأكل وشرب وسكر فى أفخم الفنادق والمطاعم سافر إلى جميع بقاع الأرض صاحب أجمل النساء ارتدى أفخم واغلى الملابس أنفق على الفقراء من أقاربه وأصدقائه وحتى الأغراب لم يهتم كثيراأ بصحته فلماذا يفعل وكيف يفعل وهوحاسب حسابه فهو سيموت فى الخامسة والسبعين.

وكلما سأله واحد من المحيطين به لماذا يا مخالى لا تستثمر مالك ليزيد وينمو عقار مثلاأ أو تجارة . فكان يجيب دائماأ بجملة واحدة  

سوف خبيبى أنا ماعنديس عيل ولا تيل أنت موس يخاف مخالى خاسب خسابه

ولكن حسابات مخالى كانت خاطئة عاش حتى بلغ الخامسة والتسعين وبالطبع كان المال قد نفد فعاش عشرين عاماً فوق الخامسة والسبعين فى فقر مدقع وعوز شديد حتى أنه لم يكن يجد ثمن دوائه وحتى أن أهل الحى جمعوا له لعمل جنازة تليق .

عزيزى القارىء ما تحسبهاش غلط .

على ضوء عمر