برعاية الشيخ محمد العيسى والدكتورة ألفت كامل.. مؤتمر “دور المرأة في التواصل الحضاري” يؤكد على مكانة المرأة في بناء الحضارات
برعاية معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، والأستاذة الدكتورة ألفت كامل، رئيس الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، نظّمت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع مركز بحوث الإعلام والمرأة والنوع الاجتماعي بكلية الإعلام، يوم الأربعاء الموافق 29 أكتوبر 2025، مؤتمرًا علميًا بعنوان: “دور المرأة في التواصل الحضاري”، وذلك بقاعة المؤتمرات في الجامعة الحديثة.
يأتي هذا المؤتمر في إطار حرص رابطة الجامعات الإسلامية والجامعة الحديثة على تعزيز مكانة المرأة في المجتمع ودعم قضاياها، من خلال إبراز دورها في بناء الجسور الثقافية والحضارية بين الشعوب، وإسهاماتها في الحوار الإنساني وتطوير منظومة القيم المشتركة التي تجمع الأمم والحضارات.
ترأس المؤتمر الأستاذ الدكتور سامي الشريف، عميد كلية الإعلام والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، فيما تولت الأستاذ المساعد الدكتورة ولاء يحيى مصطفى، مدير مركز بحوث الإعلام والمرأة والنوع الاجتماعي، مهام الأمين العام للمؤتمر.
وخلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية، أكدت الأستاذة الدكتورة ألفت كامل رئيس الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، أهمية انعقاد المؤتمر الذي يأتي في إطار دعم المركز لدور المرأة الريادي في المجتمع. وأعربت عن اعتزازها بما حققته المرأة المصرية من إنجازات غير مسبوقة، إذ أصبحت اليوم قاضية وعميدة ورئيسة ونائبة، مشيدةً بدعم الدولة والقيادة السياسية المصرية للمرأة ومنحها الثقة الكاملة للمشاركة في الحياة العامة وصناعة القرار.
كما وجّهت الدكتورة ألفت كامل الشكر إلى رابطة الجامعات الإسلامية لدعمها هذا الحدث، مؤكدة أن المؤتمر يجسد تقدير المجتمع لمكانة المرأة ودورها في بناء الحضور الإنساني والحضاري الفاعل في مختلف الميادين.
وفي كلمته، أعرب الأستاذ الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، عن امتنانه للرعاية الكريمة من معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى وسعادة الأستاذة الدكتورة ألفت كامل، مشيرًا إلى أن المؤتمر يأتي تأكيدًا على أهمية إبراز الأدوار الفاعلة للمرأة في التواصل الحضاري والمجتمعي.
وأوضح معاليه أن المرأة كانت عبر العصور رمزًا للتواصل الحضاري وبناء السلام الإنساني، وسُطّر اسمها في التاريخ من خلال الملكات والقائدات اللواتي أبرمن الاتفاقيات وأسهمن في صناعة القرار. وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية كرّمت المرأة وأعلت من شأنها، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية أرست مبدأ المساواة في الكرامة والحقوق بين الرجل والمرأة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور»، معتبرًا أن تقديم الإناث في الآية الكريمة دليل على تكريم الله لهن.
كما شدد على أن قوله تعالى: «وقرن في بيوتكن» لا يحمل دلالة الحبس، بل يعكس حق المرأة في الاستقرار والكرامة داخل الأسرة والمجتمع، داعيًا إلى ضرورة دعمها في كافة المجالات العلمية والعملية.
من جانبها، أكدت الأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ، الأمين العام المساعد لرابطة الجامعات الإسلامية وعضو مجلس الشيوخ، أن المؤتمر يمثل رسالة علمية وإنسانية رفيعة تعكس اهتمام المؤسسات الأكاديمية بدور المرأة المتنامي في المجتمع. وقدّمت الشكر لكل من معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى والأستاذ الدكتور سامي الشريف على دعمهما الكبير، مؤكدة أن الطريق ما زال مفتوحًا أمام مزيد من الجهود لتعزيز مكانة المرأة في ميادين العمل والعلم والثقافة.
كما وجهت الدكتورة نورهان التحية لجميع الرموز النسائية المصرية والعربية التي أسهمت في ترسيخ مكانة المرأة على المستويين المحلي والدولي، مؤكدة أن خدمة المرأة والإنسانية تظل من أنبل صور العطاء وأسمى الرسالات.
وفي السياق ذاته، قالت الأستاذة الدكتورة ولاء يحيى، مدير مركز بحوث الإعلام والمرأة والنوع الاجتماعي بالجامعة الحديثة، إن المؤتمر يُعد أولى الفعاليات العلمية للمركز، ويمثل خطوة مهمة نحو تعزيز البحث العلمي المتخصص في قضايا المرأة والنوع الاجتماعي، مشيرةً إلى أن المؤتمر يسعى إلى تناول قضايا المرأة بمنظور علمي وموضوعي بعيد عن المبالغة أو التجاهل، مع مناقشة الملفات التي تؤثر في مسيرتها الإنسانية والحضارية.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم تكريم عدد من النماذج النسائية البارزة في مصر والعالم العربي، تقديرًا لإسهاماتهن المتميزة في دعم قضايا المرأة والمجتمع، حيث شمل التكريم عددًا من الرموز القضائية والفنية والإعلامية والعلمية.
ومن أبرز المكرمات، المستشارة أمل عمار، التي تُعد من أوائل ثلاثين قاضية التحقت بسلك القضاء في مصر، تقديرًا لمسيرتها الرائدة في العدالة ودعمها لقضايا المرأة، إلى جانب تكريم الفنانة القديرة سوسن بدر لما قدمته من أعمال درامية راقية أبرزت صورة المرأة المصرية والعربية بشكل مؤثر.
كما تم تكريم نخبة من الشخصيات الإعلامية والعلمية من داخل وخارج الوطن العربي، لما قدموه من جهود في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي بدور المرأة في التنمية والتواصل الحضاري.
وشهد المؤتمر جلستين نقاشيتين، جاءت الأولى بعنوان "المرأة في الإعلام والشأن العام" وأدارتها الأستاذة الدكتورة منى الحديدي، فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان "المرأة وقيادة العمل السياسي والتطوعي" وأدارتها الأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ.
وفي ختام أعمال المؤتمر، أجمع المشاركون على أن المرأة كانت وستظل محورًا أساسيًا في بناء الحضارة والتواصل الإنساني بين الشعوب، وأن تقدم الأمم يقاس بمدى تمكينها للمرأة ومنحها الفرصة لتكون شريكًا كاملًا في صناعة المستقبل.
