آري شافيت: لا مستقبل لإسرائيل دون إنهاء الاحتلال والاعتراف بحقوق الفلسطينيين

نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالاً مثيراً للجدل للكاتب الصهيوني الشهير آري شافيت بعنوان: "إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة"، كشف فيه حجم المأزق الوجودي الذي تعيشه دولة الاحتلال، مؤكداً أن لا حل أمامها سوى الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال.
استهل الكاتب مقاله قائلاً: "يبدو أننا تجاوزنا نقطة اللاعودة، فقد بات من المستحيل إنهاء الاحتلال أو إصلاح الصهيونية أو حتى إنقاذ الديمقراطية، وإن كان الأمر كذلك، فلا طعم للعيش في هذا البلد ولا لقراءة أو كتابة "هآرتس".
وأشار شافيت إلى أن "الإسرائيليين" باتوا يدركون أنهم أبناء كذبة نسجتها الحركة الصهيونية، حين ادعت أن فلسطين هي "الأرض الموعودة" وأن هيكل سليمان يقع أسفل المسجد الأقصى. واستشهد بعلماء آثار غربيين ويهود، أبرزهم البروفيسور إسرائيل فلينتشتاين من جامعة تل أبيب، الذين أكدوا زيف أسطورة "المعبد"، وأن كل الحفريات أثبتت عدم وجود أي أثر تاريخي له.
كما نقل عن عالمة الآثار البريطانية كاثلين كابينوس التي طُردت من القدس عام 1968 بعد كشفها حقيقة "إسطبلات سليمان"، مؤكدة أنها مجرد منشآت معمارية بلا صلة بتاريخ النبي سليمان.
واعتبر شافيت أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش تحت "لعنة الكذب"، التي تنعكس في صورة عمليات مقاومة فردية وجماعية في القدس والخليل ونابلس وغزة، أثبتت أن الشعب الفلسطيني أكثر صلابة من أن يُمحى أو يُنسى.
وفي مقارنة لافتة، استشهد الكاتب بما كتبه اليساري الصهيوني جدعون ليفي عن طبيعة الفلسطينيين قائلاً: "ظننا أنهم سينسون أرضهم مع مرور الزمن، فانتفضوا عام 1987، وحين حاصرناهم خرجوا بصواريخ من تحت الركام، وحين خططنا لعزلهم بالجدار، جاءونا من الأنفاق، وحتى من الفضاء سرقوا منا قمراً صناعياً".
وختم شافيت مقاله باعتراف صريح: "يبدو أننا نواجه أصعب شعب في التاريخ، ولا مفر من الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال."
هذا المقال، الذي حمل شهادة من قلب المؤسسة الفكرية الصهيونية، يكشف عمق الأزمة داخل المجتمع الإسرائيلي، ويؤكد أن التطبيع لن يصنع السلام، بل إن إعادة الحقوق إلى أصحابها هي السبيل الوحيد للاستقرار.