د. شيرين الشافعى تكتب: التضامن الإنساني… قيمة عالمية تعيد للإنسان دوره في صناعة المستقبل
في العشرين من ديسمبر من كل عام، يتوقف العالم أمام مناسبة إنسانية بالغة الأهمية، هي اليوم العالمي للتضامن الإنساني، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005 ليكون تذكيرًا سنويًا بقيمة التكاتف الإنساني، وأهمية التعاون المشترك في مواجهة التحديات العالمية المتصاعدة.
هذه المناسبة لا تحتفي فقط بفكرة التضامن بوصفها قيمة أخلاقية، بل تؤكد أن الإنسانية رابطة مشتركة تجمع الشعوب على اختلاف ثقافاتها وظروفها، وأن ما يواجهه العالم من أزمات لا يمكن تجاوزه إلا بروح الشراكة والمسؤولية الجماعية.
وفي هذا الإطار، تناول برنامج هذا الصباح على قناة النيل للأخبار تقريرًا خاصًا سلّط الضوء على دلالات اليوم العالمي للتضامن الإنساني، ودوره في تعزيز قيم الوحدة والتكافل بين البشر، باعتباره أحد الركائز الأساسية لبناء عالم أكثر عدلًا وسلامًا.
ويُعد التضامن الإنساني جوهر الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يسهم التآزر بين الدول والمجتمعات في معالجة قضايا ملحّة مثل مكافحة الفقر، وتحقيق المساواة، والحد من تداعيات التغير المناخي، والتصدي لظواهر خطيرة كالهجرة غير الشرعية.
ويعكس هذا اليوم التزام المجتمع الدولي بمبدأ محوري أكدت عليه الأمم المتحدة مرارًا: «لا أحد يُترك خلف الركب».
ومع استمرار النزاعات المسلحة، وتكرار الكوارث الطبيعية، وانتشار الأوبئة، تزداد أهمية التضامن الإنساني بوصفه خط الدفاع الأول عن المجتمعات الهشّة. وقد كشفت الأزمات العالمية الأخيرة كيف يمكن للتعاون الدولي أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في إنقاذ الأرواح، ودعم المتضررين، وإعادة الأمل لملايين البشر.
وتشهد العديد من دول العالم، بهذه المناسبة، تنظيم فعاليات متنوعة تشمل حملات توعوية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب مؤتمرات وندوات تناقش أبعاد التضامن الإنساني، وأنشطة تطوعية تستهدف دعم الفئات الأكثر احتياجًا، فضلًا عن مبادرات محلية وإقليمية لتعزيز الحوار بين الثقافات.
ولا يقتصر مفهوم التضامن الإنساني على دور الحكومات والمنظمات الدولية فحسب، بل يمتد ليشمل الأفراد، الذين يمكنهم الإسهام بوسائل بسيطة لكنها مؤثرة، مثل العمل التطوعي، ودعم المبادرات الإنسانية، ونشر الوعي بالقضايا العالمية. وفي هذا السياق، تدعو الأمم المتحدة الجميع إلى العمل المشترك بروح التضامن، من أجل ترسيخ العدالة الاجتماعية وتعزيز حقوق الإنسان.
ويظل اليوم العالمي للتضامن الإنساني رسالة واضحة بأن المجتمعات الصغيرة ليست بمعزل عن العالم، بل هي جزء من نسيج إنساني واحد، وأن التعاون هو السبيل الأنجح لبناء مستقبل أفضل للجميع. كما يمثل هذا اليوم فرصة للتأمل والعمل، من أجل عالم يقوم على الاحترام المتبادل، ويتجاوز الانقسامات، ويجعل من التضامن طريقًا مستقيمًا نحو السلام والازدهار.
وقد جاء هذا التقرير ضمن فقرات برنامج" هذا الصباح " ، الذي يقدمه نخبة من إعلاميي قناة النيل للأخبار، برئاسة أسامة راضي رئيس القناة، وتحت إدارة علي عبد الصادق مدير البرامج.
التقرير من إعداد وإخراج سمر صلاح، مونتاج محمد السكري، وتعليق شيرين الشافعي.