د. مى القط تكتب: الطلاق الصحي.. عندما يصبح الانفصال حماية نفسية للأطفال !!!
الطلاق في حد ذاته ليس الهدف ولا الحل المثالي، لكنه أحيانًا يكون الخيار الأقل ضررًا عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى مصدر دائم للتوتر، الصراع، أو الأذى النفسي. هنا يظهر مفهوم الطلاق الصحي، الذي لا يُقاس بانتهاء الزواج، بل بكيفية إدارة الانفصال وتأثيره على الأطفال.
ما هو الطلاق الصحي؟
و هنا سوف نوضح ملامح الطلاق الصحي فهو هو انفصال واعٍ بين والدين ،يضعان الصحة النفسية للطفل في المقام الأول ويفصلان بين الخلاف الزوجي ودور كلٍ منهما كأب وأم و يحافظان على الاحترام المتبادل أمام الأطفال و يقدّمان نموذجًا ناضجًا لإدارة الخلافات وإنهائها.
لماذا قد يكون الطلاق الصحي أفضل من زواج مليء بالصراعات؟؟
لان الأطفال لا يتأثرون بالطلاق بقدر ما يتأثرون بـ:
الصراخ الدائم و التوتر المزمن و البرود العاطفي و الإهانة أو التقليل من أحد الوالدين.
فالعيش في بيئة غير آمنة نفسيًا قد يؤدي إلى:
قلق مزمن
اضطرابات سلوكية
ضعف تقدير الذات
صعوبة في بناء علاقات صحية مستقبلًا
في هذه الحالات، يكون الطلاق الصحي وسيلة لحماية الجهاز العصبي للطفل وليس تهديدًا له.
و ياتي هنا السؤال الاكثر الحاحا ، كيف يؤثر الطلاق الصحي إيجابيًا على الأطفال؟
عندما يُدار الطلاق بشكل صحي، يمكن للطفل أن:
يشعر بالأمان رغم التغيير و أن
يفهم أن الخلاف بين الوالدين لا يعني التخلي عنه و يتعلّم أن العلاقات غير الصحية يمكن إنهاؤها بكرامة
يحتفظ بعلاقة مستقرة مع كلا الوالدين.
فالطفل لا يحتاج أسرة “كاملة شكليًا”، بل أسرة مستقرة نفسيًا
و لكن كيف نطبّق الطلاق الصحي عمليًا في ظل التوترات التي تعيشها الأسرة في مرحلة الانفصال؟؟
التواصل الهادئ أمام الأطفال
توحيد الرسائل التربوية قدر الإمكان
الالتزام بروتين واضح ومستقر للطفل
السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره دون تصحيحها
عدم تحميل الطفل مسؤولية الاختيار أو الذنب
في النهاية الطلاق ليس فشلًا تربويًا، والفشل الحقيقي هو الاستمرار في علاقة تُفقد الطفل شعوره بالأمان. فالطفل لا يحتاج والدين متزوجين بقدر ما يحتاج والدين ناضجين نفسيًا، حتى و ان كانا منفصلين.