مصطفى صلاح يكتب: علي حسن.. صانع الدراما وراوي الإنجاز في صبّاح إخوان
في قلب القاهرة الصاخب، حيث تختلط أصوات السيارات بالباعة في الشوارع، ويمتزج تاريخ المدينة بآثار الحكايات القديمة، يقف علي حسن، المشرف العام على الإنتاج بشركة صبّاح إخوان، كمن يحمل على كتفيه مسؤولية صناعة الفن العربي في زمن 2025. ليس مجرد رجل إدارة، بل شخصية محورية في صناعة الدراما، يدير كل تفصيلة صغيرة وكبيرة، ليصنع أعمالًا تحمل قيمة حقيقية، وتلامس حياة المشاهدين، وتخاطب وجدانهم بعقل ووجدان واحد.
يُعرف علي حسن بقدرته على تحويل أي مشروع إنتاجي إلى تجربة متكاملة، تبدأ من اختيار الفكرة مرورًا بصياغة النص، ومتابعة كل مشهد وحركة كاميرا، وصولاً إلى الأداء الفني للممثلين. هو يدرك أن العمل الفني ليس مجرد سلسلة من اللقطات، بل ترجمة حيّة للواقع الاجتماعي والثقافي، ومرآة تعكس أحلام الناس وهمومهم وطموحاتهم، دون أن يفقد العمل حيويته أو قوته الفنية.
عام 2025، وبين أضواء مهرجان "وشوشة"، تسلّم علي حسن جائزة أفضل إنتاج عربي. لم تكن هذه الجائزة مجرد حدث احتفالي، بل اعتراف بما أنجزه على مدى سنوات طويلة، وبقدرته على قيادة الشركة نحو إنتاج أعمال تمثل المشاهد العربي، وتخاطبه بلغة صادقة ومؤثرة. حضوره وسط نجوم الفن الكبار مثل نيللي وأحمد السقا وباسم سمرة وأشرف عبد الباقي كان دليلًا على الاحترام الذي يحظى به، ليس فقط كمسؤول عن الإنتاج، بل كشخصية تجمع بين الفكر والإبداع والمسؤولية.
ما يميز علي حسن هو التزامه بالجودة والاحترافية في كل عمل. لا يقبل النصف عمل، ولا التهاون في التفاصيل، فكل مشهد يخرج من الشركة تحت إشرافه يحمل بصمته، ويظهر أثر رؤيته العميقة في كل زاوية. هو الذي يجعل الدراما العربية ليست مجرد عرض على الشاشة، بل حكاية حية يمكن للجمهور أن يعيشها، ويتفاعل معها، ويجد فيها جزءًا من نفسه.
علي حسن لا يقتصر اهتمامه على الإنتاج الكبير أو النجوم المعروفين، بل يمتلك القدرة على الكشف عن المواهب الجديدة وصقلها، ودمجها مع الممثلين المخضرمين، ليخرج العمل متوازنًا، يجمع بين الطاقة الجديدة والخبرة الراسخة، وبين الحداثة والتمسك بالهوية العربية. هذه الرؤية جعلت شركة صبّاح إخوان دائمًا في الصدارة، قادرة على تقديم أعمال تجمع بين القيمة الفنية والرسالة الاجتماعية، بين العمق والانتشار، بين الأصالة والحداثة.
خلال الحفل، بدا علي حسن وكأنه العمود الفقري للشركة، الشخص الذي يقف خلف كل نجاح، ولكن حضوره محسوس في كل تفاصيل العمل الفني. تصفيق الجمهور، ابتسامات النجوم، إشادة الإعلام، كل ذلك كان اعترافًا بما أنجزه، وبقدرته على جعل كل إنتاج يمثل قوة فنية وحضارية، ويترك أثرًا دائمًا في وجدان المشاهد العربي.
إن تجربة علي حسن ليست مجرد قصة نجاح في عالم الإنتاج، بل درس في الالتزام والإبداع والمسؤولية. فهو يعلم أن الدراما العربية يجب أن تعكس حياة الناس وهمومهم، وأن تكون جزءًا من الهوية الثقافية، لا مجرد وسيلة للربح أو الشهرة. لذلك، كل قرار يتخذه، وكل مشهد يشرف عليه، ينبع من فهم عميق لمكانة الفن في المجتمع، وقدرته على تشكيل الوعي وإيصال رسالة حضارية تتجاوز حدود الشاشة.
وما يجعل علي حسن نموذجًا فريدًا في الإنتاج هو توازنه بين العقل والإبداع، بين الرؤية الفنية والاهتمام بالتفاصيل الإنسانية. إنه رجل يعرف كيف يحفظ التوازن بين الممثل والنص والمشاهد، بين الرغبة في الابتكار والالتزام بالمعايير الفنية، ليصبح كل عمل من إنتاج صبّاح إخوان تجربة متكاملة، تحمل رسالة، وتترك أثرًا، وتظل حية في ذاكرة الجمهور.
وفي ختام الاحتفال، كانت الجائزة التي تسلّمها علي حسن ليست مجرد تكريم شخصي، بل اعتراف بأن النجاح في الإنتاج الفني يتطلب رؤية واضحة، التزامًا طويل الأمد، وفهمًا عميقًا للجمهور والزمان والمجتمع. هو الرجل الذي صنع مع فريقه تاريخًا إنتاجيًا، وحافظ على سمعة الشركة، وجعل من كل عمل يخرج إلى الجمهور حدثًا يستحق الاحتفاء، وحكاية تترك أثرًا في الذهن والوجدان.
إن علي حسن، اليوم، ليس مجرد مشرف عام على الإنتاج، بل رمز للإتقان، وقامة فنية تحافظ على توازن الدراما العربية بين الإبداع والالتزام، بين الموهبة والمسؤولية، بين الفن والرسالة. كل جائزة تحصل عليها الشركة، وكل إشادة تُذكر، هي شهادة على شخصية علي حسن، الرجل الذي جعل من صبّاح إخوان علامة مضيئة في تاريخ الإنتاج العربي، ومثالًا حيًا على أن الفن الجاد يمكن أن يكون قوة حضارية ومرآة للهوية والمجتمع العربي.