د. مي القط تكتب: إستعداد الاسرة لاستقبال العام الدراسي الجديد

مع اقتراب دقات العام الدراسي الجديد، تبدأ البيوت في الاستعداد لرحلة مختلفة تحمل في طياتها الحماس والتحدي معًا. فبداية الدراسة ليست مجرد عودة إلى الكتب والدفاتر، بل هي عودة إلى نظام جديد ينظم اليوم، ويصنع عادات، ويشكّل شخصية الطفل ويغرس داخله قيم الالتزام والاجتهاد.
الاستعداد يبدأ أولًا من الناحية النفسية. يحتاج الطفل أن يشعر أن المدرسة ليست عبئًا، بل مساحة للتعلّم والاكتشاف وبناء الصداقات. وهنا يأتي دور الأسرة في الحديث الإيجابي عن المدرسة، الاستماع لمخاوف أبنائهم، ومشاركتهم الحماس بطرق بسيطة مثل اختيار أدوات جديدة أو تجهيز ركن خاص بالمذاكرة.
ثم يأتي دور تنظيم الروتين اليومي. فبعد فترة الإجازة، يكون من الضروري إعادة ضبط الساعة البيولوجية للطفل. النوم المبكر، مواعيد الوجبات، أوقات اللعب والمذاكرة، كلها تفاصيل صغيرة لكنها تصنع فارقًا كبيرًا في استقبال اليوم الدراسي بطاقة وهدوء.
ولا يقل الاستعداد الأكاديمي أهمية، فمراجعة سريعة لما تم دراسته في العام السابق، أو قراءة قصة، أو ممارسة نشاط ذهني خفيف، كفيلة بتهيئة العقل للانطلاق من جديد دون شعور بالارتباك. أما الاستعداد المادي فيشمل ترتيب الأدوات، تحضير الملابس، والتأكد من وسائل المواصلات، وهي أمور بسيطة لكنها تمنح الأسرة والطفل إحساسًا بالجاهزية والاطمئنان.
وفي كل ذلك، يظل دور الأهل محوريًا. فحين يرى الطفل والديه متحمسين، منظمين، وواثقين في قدراته، يكتسب هو نفس الروح. الأسرة ليست فقط من تجهز الشنطة والكتب، بل هي من تزرع الثقة وتبني الطمأنينة وتدعم الحلم.
إن استقبال العام الدراسي الجديد بروح إيجابية هو رسالة للطفل أن التعلم رحلة جميلة، وأن كل بداية تحمل في داخلها فرصة جديدة للنمو والنجاح.