د. مي القط تكتب: الصحة النفسية للأم… حجر الأساس لأسرة متوازنة

Oct 12, 2025 - 02:53
د. مي القط تكتب: الصحة النفسية للأم… حجر الأساس لأسرة متوازنة

في خضم مسؤوليات الحياة اليومية، كثيرًا ما تُهمِل الأم نفسها دون أن تشعر. تنشغل برعاية أطفالها، وتلبية احتياجات الأسرة، والسعي لأن يكون كل شيء في مكانه الصحيح، لكنها في وسط كل هذا الزحام قد تنسى أهم ما يجب أن تحافظ عليه: سلامها النفسي.

الصحة النفسية للأم ليست رفاهية، بل هي ضرورة لبقاء الأسرة في توازن ودفء وطمأنينة.

حين تكون الأم متعبة نفسيًا، ينعكس ذلك على صوتها، وصبرها، ونظرتها للحياة. فالتوتر الزائد أو الإحباط المستمر يمكن أن يتحولا بسهولة إلى عصبية أو انسحاب عاطفي من العلاقة مع الأبناء. وعلى العكس، عندما تكون الأم في حالة من التوازن النفسي، فإنها تبث الأمان والاحتواء في بيتها، وتصبح مصدر دعم حقيقي لكل من حولها.

الحفاظ على الصحة النفسية لا يعني فقط تجنب الاكتئاب أو القلق، بل يشمل الاعتناء بالذات في أبسط تفاصيلها: النوم الكافي، فترات الراحة، الاهتمام بالهوايات، طلب المساعدة عند الحاجة، والتعبير عن المشاعر بدل كبتها.

فالأم التي تمنح نفسها وقتًا للهدوء ليست أنانية، بل واعية بأهمية أن تكون بخير حتى تكون قادرة على العطاء.

علينا أن نتذكر أن الطفل يتعلم من أمه أكثر مما يُقال له، يتعلم من طريقتها في التعامل مع نفسها قبل تعاملها معه.

أم هادئة ومتصالحة مع ذاتها تربي أبناءً يشعرون بالأمان والثقة.

وأم مرهقة ومضغوطة دون دعم كافٍ، مهما حاولت، ستجد صعوبة في نقل هذا الإحساس لأطفالها.