د.محمد صبحي يكتب: بين التفاؤل والتحدي

يناير 8, 2025 - 13:27
د.محمد صبحي يكتب: بين التفاؤل والتحدي

التفاؤل ليس مجرد عاطفة، بل هي روح ديناميكية، وأسلوب حياة يسعى إلى احتضان المستقبل بنية وهدف. لإن القوة الداخلية بالتحديد هي التي تقود الناس إلى مواجهة تحديات الحياة بإيجابية وإيمان بالله، وهي التي تجعلهم قادرين على رؤية الإمكانيات في كل موقف والنظر إلى المستقبل بعين فاحصة. هذا هو السر إنه يجعل الجميع فضوليين ومرتبكين ومتحمسين للتخطيط والعمل في الحاضر لبناء مستقبل أفضل. ورغم أن المستقبل يقدم فرصا لا نهاية لها، إلا أن هناك أيضا تحديات تتطلب رؤية واضحة وإعدادا. والتفاؤل من أهم القيم التي يحث عليها الإسلام، فهو يعكس أمل الإنسان في المستقبل وثقته في أن الله سيأتي بالخير رغم الصعوبات والتحديات. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي تحث على التفاؤل وتحث المؤمنين على المثابرة والأمل والإيمان بأن الفرج قريب مهما كانت الظروف. وقد ذكر الله عز وجل في كتابه أن في العسر يسرًا بعد عسر، وأن بعد العسر يسرًا. يقول الله عز وجل: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) فهذه الآية تشير إلى أن العسر لا يدوم طويلاً، وبعد كل عسر يأتي الفرج واليسر، وتعزز التفاؤل بأن العسر سينتهي وسيأتي الفرج إن شاء الله. كما يبين القرآن الكريم أهمية الرجاء في الله تعالى والإيمان بأن الله تعالى لن يتخلى عن عبده في الشدائد، وكان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) نموذجاً للتفاؤل والإيجابية، فقد حث المسلمين على الرجاء بالله في كل الأحوال. فبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشرى وكان يحث أصدقاءه باستمرار على عدم الاستسلام لليأس. وقال (صلى الله عليه وسلم): "لا تقنطوا من رحمة الله". » "لأن أعمال المؤمنين رائعة وكل ما يفعلونه حسن." فالتفاؤل يقوي روح الأمل والإيمان ويشجع المسلمين على السعي لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم، حتى في مواجهة... المشاكل. كما أن التفاؤل يقوي علاقة الإنسان بالله عز وجل. بل إن المسلمين يظهرون إيماناً صادقاً بالله وهذا يعزز إيمانهم بأن الله لن يتخلى عن عباده. وهذا هو حال المؤمنين الذين يؤمنون بالله، ويعلمون أن بعد كل محنة فرجًا، وأن رحمة الله تشمل الجميع. وعندما يشعر الناس بالبعد والوحدة عندما تكون بعيدًا، تذكر قربك من الله. إذا توكلت على الله فكل شيء سيكون سهلا. وإذا أحاطت بك الأوهام والهواجس والهموم والمخاوف فاذكر الله ورطب لسانك. إنه الباب الذي يفتح قلبك لمن حولك. لا تدع غروب الشمس يمنع شمسًا جديدة من الشروق. لأن الحياة بسيطة وأنت من تجعلها معقدة. لذلك يجب أن تكون قوياً وتحاول المثابرة، حتى لو تخلى عنك من دعمك يوماً.كما يمكنك أن تعيش بلا بصر، لكن ليس بلا أمل. وإذا قمت بواجبك المنزلي وأكثر، فالأمل، مهما كانت نافذته صغيرة، يفتح أفقًا أوسع للحياة، فالأمل والتفاؤل زهرة الحياة التي تجعل الحياة أجمل وتعطينا نوراً ينير لنا الطريق: رغم المآسي لا يمكننا أن ننسى الابتسامة. وقد تكون الحياة بلا قيمة، لكن لا شيء في الحياة بلا قيمة. ليس علينا أن نقطع كل العلاقات معه أحبائنا. لقاء مصيري يمكن أن يعيد الماضي ويربط بين النقاط. على الرغم من أن الأوقات الجيدة قد انتهت، ربما ستكون هناك أوقات أفضل في المستقبل. إذا شعر الناس أنهم سيتركونك، فإن القدر يمكن أن يجعلهم يعودون إليك، ويعيشون الماضي ويجتمعون معًا.فالمتفائلون ينظرون بعيون مفتوحة، والمتشائمون ينظرون إلى أقدامهم. فالإنسان معدن يصدأ بالملل، ويتمدد بالأمل، ويتقلص بالألم. والتفاؤل هو فن الثقة بنعمة الله. لكن التفاؤل والقرآن الكريم وسنة الرسول الكريم تدعو دائما إلى الأمل والإيجابية والإيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. لذلك فمن الضروري ينبغي للمسلمين أن يكونوا دائما متفائلين، حتى في أحلك الظروف. وإن شاء الله تعالى فإن الأوقات الصعبة ستصبح قريبا أسبابا لفرح وأمل متجدد. كما أصبحت الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي الآن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يتجه المستقبل نحو عالم أكثر اتصالاً.