د.حازم الشاذلي يكتب: حيوانات 2026
بينما كان واحد من الاعلاميين البارزين بالأمس يفند أحداث العام الذى يستعد للرحيل ويتكلم عن الدول التى لن تواجه أى ضغوطات فى العام المقبل لأنها قد حققت نجاحات واضحة فمثلا مازالت الصين تحتل المركز الأول فى النمو الاقتصادى وتنافس أمريكا وتفرض روسيا شروطها لأنها بالفعل تحتل أجزاءاً من أوكرانيا وحتى فى المجال الرياضى يواصل المغرب انتصاراته الكروية بعد أن أنشأ الملك أكاديمية خاصة بكرة القدم ونجاحات أخرى كبيرة لدول عديدة لفت نظرى أننا هنا نضيع أوقاتنا فى مهاترات ومناقشات عقيمة فتارة ينقسم المصريون قسمين فى اختلافهما على فيلم سينمائى لدرجة أن واحداً من البوستات علق وقال أنه يخاف أن يبدى إعجابه بالفيلم فيتهمونه بالكفر ! وتنتشر فيديوهات لمختلة عقلية كانت والدة إعلامية ماتت مغدورة من قاض سابق وتدلى مذيعة نكرة بدلوها وتنتقد فنان كبير له مكانته بكل صفاقة وقلة أدب العالم يتغير من حولنا ونحن منغمسون فى التفاهات وهنا يحضرنى خاطر ألا نحاول حتى أن نتعلم من سير الحيوانات أو بالأصح الحكم والعبر التى نقلت على لسان الحيوانات ؟
يحكى أن نمراً اختلف مع حمار على لون النجيل فالنمر يراه أخضر والحمار يراه أزرق واشتد الخلاف بينهما إلى حد العراك فاضطرا للاحتكام الى الأسد ملك الغابة فأيد الأسد موقف الحمار واقر بأن النجيل أزرق بل وحكم على النمر بالبقاء صامتاً لمدة شهر عقاباً على رأيه الخاطىء وطبعا فرح الحمار وبعد شهر توجه النمر للأسد وعاتبه قائلاً بالله عليك اليس النجيل أخضر ؟ فرد الأسد طبعاً اخضر وهل فى هذا شك ؟ فقال النمر فلماذا إذن قلت أمام الحمار أنه أزرق بل وعاقبتنى ؟ فقال الأسد عاقبتك لأن ليس من المعقول ولا الجائز أن ينجر حيوان فى مكانتك وعظمتك للجدال مع حمار يا حمار
وفى قصة أخرى أراد عقرب أن يعبر نهر الأردن وخوفاً من الغرق طلب من ضفدع أن يحمله على ظهره لعبور النهر فقال الضفدع ولكنى أخاف أن تلدعنى وانت على ظهرى فقال العقرب ولكنى إذا فعلت فسوف نغرق سوياً فوافق الضفدع وحمل العقرب على ظهره وعبر به النهر للضفة الأخرى وهناك لدغ العقرب الضفدع فصاح وهو يحتضر لماذا لدغتنى وقد اسديت لك معروفا ؟ فقال العقرب أولا لا تسأل فنحن فى الشرق الاوسط وثانيا هلى هى عادتى أم أنى اشتريتها.
وفى أمثالنا الشعبية أن الدودة أرادت أن تتشبه بالحية فتمطعت فتقطعت !!!
وفى قصة أخرى أن ضفدع رأى أمامه ثوراً فأعجب بضخامته وأراد أن يبدو مثله فكتم نفسه وراح يمتلىء بالهواء الى أن انفجر وتمزق جسده اااا
وأكرر مرة أخرى قصة ذات الرداء الأحمر التى وجدت أن شكل جدتها وحجمها قد تغير وأصبح يشبه جسد ذئب فراحت تسال وتتسائل بالرغم أن الحقيقة واضحة فأضاعت الوقت والتهمها الذئب.
يااخواننا العالم حولنا يتغير بسرعة مخيفة ونحن نختلف على منى ذكى٠!! !