المتحف المصري الكبير.. أيقونة عالمية تُعيد رواية التاريخ المصري

Oct 27, 2025 - 20:45
Oct 27, 2025 - 20:47
المتحف المصري الكبير.. أيقونة عالمية تُعيد رواية التاريخ المصري

كتبت: شيرين الشافعي

في حدث ينتظره العالم بشغف، تستعد مصر لافتتاح أحد أعظم الصروح الثقافية في التاريخ الحديث، المتحف المصري الكبير، الذي يُعدّ أيقونة حضارية وسياحية تجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، ليقف شاهدًا على أمجاد أمةٍ صنعت التاريخ، وما زالت تُلهم المستقبل.

منذ الإعلان عن فكرته عام 2002، ظل المشروع حلمًا وطنيًا يترجم طموح المصريين في تقديم تجربة متحفية هي الأكبر والأحدث من نوعها على مستوى العالم. فالمتحف، القابع على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، ليس مجرد مكانٍ يضم كنوز الأجداد، بل هو رحلة بصرية وروحية عبر خمسة آلاف عام من الحضارة المصرية التي أسرت العقول وأبهرت الإنسانية.

رحلة عبر الزمان والمجد

يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة، من أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بشكلٍ متكامل، إلى جانب تمثال رمسيس الثاني الذي يستقبل الزائرين عند المدخل في مشهدٍ مهيبٍ يختزل عظمة التاريخ المصري القديم.

ويمتد تصميم المتحف على مساحة شاسعة تطل مباشرة على الأهرامات، ليجعل الزائر يعيش تجربة فريدة تمزج بين المشهد الطبيعي الخالد والمعمار الحديث المذهل.

صرح بمواصفات عالمية

جاء تصميم المتحف المصري الكبير بتوقيع أحد أبرز المعماريين العالميين، وفق أحدث المعايير الهندسية والتكنولوجية.

وتتكامل في أروقته أنظمة عرض حديثة وتقنيات إضاءة وتهوية وتبريد متطورة لحماية الكنوز الأثرية النادرة، فضلًا عن مركز ترميم ضخم يُعدّ من الأكبر عالميًا، ومكتبة أثرية متخصصة، وقاعات تعليمية، ومناطق ترفيهية وتجارية تُحوّل الزيارة إلى تجربة معرفية وسياحية متكاملة.

ويُعد المتحف المصري الكبير نموذجًا لما يمكن أن تقدّمه مصر في الجمع بين الأصالة والحداثة، بين الجمال الفني والدقة التقنية، ليصبح معلمًا ثقافيًا عالميًا يليق بتاريخها ومكانتها.

نقطة تحول في السياحة المصرية

لا يمثل المتحف مشروعًا ثقافيًا فحسب، بل تحولًا استراتيجيًا في قطاع السياحة المصرية، إذ يفتح الباب أمام حقبة جديدة من السياحة الثقافية المتطورة، ويجذب أنظار الملايين من عشاق التاريخ والفن حول العالم.

ومن المتوقع أن يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط الحركة السياحية، وتوفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب إعادة وضع مصر في صدارة الوجهات الثقافية العالمية.

رمز للإبداع والإرادة المصرية

يقف المتحف المصري الكبير اليوم كرمزٍ للإبداع والإصرار المصري، ودليلٍ على أن مصر قادرة على بناء ما يليق بتاريخها. فبجوار الأهرامات، يسطع هذا الصرح كجسرٍ يربط بين ماضٍ خالدٍ ومستقبلٍ واعد، مُعلنًا أن الحضارة المصرية لا تُحفظ في المتاحف فقط، بل تتجدد بروحٍ وطنية لا تنطفئ.

ختامًا

إن زيارة المتحف المصري الكبير ليست مجرد جولة في أروقة التاريخ، بل رحلة داخل قلب الحضارة الإنسانية، تُعيدك إلى جذور المجد والخلود.

فمن هنا، من أرض الجيزة، تتحدث الحجارة عن عظمة المصري القديم، وتروي للعالم قصة الإنسان الذي صنع المجد من الصخر، وكتب اسمه على جدران الأبدية.

زوروا المتحف المصري الكبير، وشاهدوا بأعينكم كيف تواصل مصر حكايتها الخالدة بلغة الفن والتاريخ والحضارة.