د. أيمن إمام يكتب: متلازمة التمثيل الغذائي.. التشخيص المبكر هو مفتاح الوقاية

Oct 4, 2025 - 17:36
د. أيمن إمام يكتب:  متلازمة التمثيل الغذائي.. التشخيص المبكر هو مفتاح الوقاية

هل يمكن أن يجتمع الكرش، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول في "مرض واحد"؟

الإجابة: نعم. هذه الحالة تُعرف باسم متلازمة التمثيل الغذائي، وتمثل واحدة من أكثر التحديات الصحية شيوعًا في القرن الحادي والعشرين. هي ليست مرضًا واحدًا، بل مجموعة من العوامل المترابطة، أبرزها: السمنة البطنية، مقاومة الأنسولين، ارتفاع ضغط الدم، خلل دهون الدم.

إنها ليست مجرد مرض، بل "جرس إنذار" يشير إلى خلل في توازن الجسم، يضاعف احتمالية الإصابة بالسكر من النوع الثاني، وأمراض القلب، والكبد الدهني، مما يجعلها مؤشرًا مبكرًا لصحة المريض المستقبلية.

 ما هي متلازمة التمثيل الغذائي؟

بحسب الهيئات العالمية مثل البرنامج الوطني الأمريكي لتعليم مخاطر الكوليسترول والاتحاد الدولي للسكر، يتم التشخيص عند وجود ٣ على الأقل من العوامل التالية:

- سمنة بطنية: محيط خصر أكثر من ١٠٢ سم للرجال أو ٨٨ سم للنساء.

- ارتفاع ضغط الدم: ٨٠/١٣٠ ملم زئبق أو أكثر.

- ارتفاع سكر الدم الصائم: ١٠٠ مجم/ديسيلتر أو أكثر.

- ارتفاع الدهون الثلاثية: ١٥٠ مجم/ديسيلتر أو أكثر.

- انخفاض الكوليسترول الحميد (HDL): أقل من ٤٠ للرجال وأقل من ٥٠ للنساء.

وجود هذه العوامل يعني أن الجسم في "مرحلة خطر" تستدعي التدخل المبكر.

لماذا هي مهمة؟

- تزيد احتمالية الإصابة بالسكر من النوع الثاني بمعدل ٥ أضعاف.

- تضاعف خطر أمراض القلب والشرايين.

- ترتبط بالكبد الدهني غير الكحولي ومشاكل الكلى.

 بمعنى آخر : متلازمة التمثيل الغذائي ليست تشخيصًا ثانويًا، بل مؤشر قوي لمستقبل صحي يحتاج تدخلًا عاجلًا.

 الأسباب والعوامل المساعدة

- مقاومة الأنسولين: السبب المحوري.

- السمنة البطنية: تراكم الدهون حول الأعضاء الداخلية.

- نمط الحياة غير الصحي: قلة الحركة، غذاء غني بالسكريات والدهون المشبعة.

- العوامل الوراثية: تزيد الاستعداد لكنها لا تحسم المصير.

- قلة النوم والتوتر: عوامل تسرّع ظهور المتلازمة.

 وسائل التشخيص والفحوصات

- الفحص السريري: محيط الخصر، قياس الضغط.

- تحاليل أساسية: سكر صائم، الدهون الثلاثية، الكوليسترول HDL.

- فحوص إضافية أحيانًا: مقاومة الأنسولين، وظائف الكبد.

 العلاج والوقاية 

 الركيزة الأساسية هي تغيير نمط الحياة:

- فقدان الوزن بنسبة ٥-١٠٪ فقط يخفض المخاطر بشكل كبير.

- النشاط البدني: ١٥٠ دقيقة أسبوعيًا من الرياضة المتوسطة مثل المشي السريع.

 الأنظمة الغذائية الموصى بها:

- النظام الغذائي المتوسطي.

- نظام داش الغذائي (DASH) للضغط.

- النوم الكافي (٧-٨ ساعات) وتقليل التوتر مهمان لتحسين حساسية الأنسولين.

- الأدوية: تُستخدم لعلاج كل عامل خطورة على حدة (ضغط، سكر، دهون) إذا لم تكفِ تغييرات نمط الحياة، لكن البداية دائمًا مع نمط الحياة وتحت إشراف طبي.

الخاتمة 

متلازمة التمثيل الغذائي ليست حُكمًا بالإصابة بالسكر من النوع الثانى أو أمراض القلب، بل هي فرصة ذهبية للتدخل المبكر وعكس المسار. كل كيلو جرام أقل، كل وجبة صحية أكثر، كل دقيقة حركة إضافية... تعني خطوة أبعد عن المرض وأقرب إلى الصحة.

التشخيص المبكر + تعديل نمط الحياة = عكس المسار وتحويل المريض من "خطر مرتفع" إلى "وقاية فعّالة".