د. مي القط تكتب: طفل واحد.. و دروس في التربية

Oct 26, 2025 - 07:05
د. مي القط تكتب: طفل واحد.. و دروس في التربية

في أحد الأيام المؤلمة، خرجت إلى النور حادثة الإسماعيلية التي طالت طفلًا صغيرًا، فتسبّبت في موجة من الحزن والغضب داخل كل البيوت المصرية. رغم كل الأسماء، ورغم تفاصيل الحادثة ما نعلمها و ما لازال علينا خفيا فإنّ ما نحتاج إليه الآن ليس فقط معرفة من المخطيء، بل استيعاب الدروس التي يمكن أن تُنقذ أرواحًا أخرى.

١. غياب مفهوم التربية:

فقد صارت معظم الاسر تنشغل بامور الرعاية كتوفير اساسيات الحياة و الرفاهيات و غاب الاهتمام بالتربية و غرس القيم و المباديء. 

٢.غياب إشراف الأهل:

غياب اشراف الأهل عن الاطلاع على المحتوى الذي يتعرض له اطفالنا و مناقشة الأطفال في مضمون المحتوى المعروض على جميع منصات التواصل الاجتماعي. 

٣. ضعف التواصل داخل الأسرة:

فالطفل بحاجة إلى أن يسمع عندما يتحدث عن مشاعره و أفكاره و احلامه و حتى عن مخاوفه دون لوم من الأهل. 

٤.ضعف الوعي والحماية:

عندما يُترك الطفل دون تعلم كيف يحمي نفسه، فتصبح الخطورة كبيرة. فتعلم مفاهيم السلامة: إلى أين يذهب و مع من؟ وكيف يتحرّك في محيطه؟ و كيف يتعامل إذا ما شعر بالخطر؟ و كيفية طلب المساعدة؟

 ٥. فجوات المجتمع والمؤسسات: هناك فجوات في المنظومة: الرقابة، الأمن، التعليم، أو حتى التعاون المجتمعي. إذا لم يكن هناك تعاون فعال بين مؤسسات الدولة لحماية الطفل، يصبح هنا الطفل عرضةً للهجمات أو الأخطار.

إنّ حادثة طفل الإسماعيلية ليست مجرد عنوان لخبر يُنشر ويُنسى. إنها إنذارٌ لنا جميعًا — أسرًا ومجتمعاتٍ ومؤسسات — بأن نكون أكثر يقظة، أكثر تواصلًا، وأكثر حرصًا.

حين نعلّم أطفالنا الحماية، حين نشدّ أزر بعضنا بالبعض، حين نصغي بقلوبنا قبل أن نسمع، حينما يتغير السلوك الفردي والجماعي… فإننا نخلق بيئة أفضل لفلذات أكبادنا وأفضل لمجتمعنا.