استخدام الهاتف قبل النوم... هل هو السبب وراء معاناتك من الأرق؟

كتبت: أمنية شكري
إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم وتستخدم هاتفك المحمول في السرير، فقد يكون الوقت قد حان لمراجعة عاداتك الليلية. تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Frontiers in Psychiatry إلى أن استخدام الشاشات لمدة ساعة واحدة قبل النوم يزيد من خطر الإصابة بالأرق بنسبة 59٪، ويقلل من وقت النوم بمعدل 24 دقيقة.
هذه النتائج اعتمدت على بيانات تم جمعها من أكثر من 45 ألف طالب جامعي في النرويج، تراوحت أعمارهم بين 18 و28 عامًا، ضمن دراسة وطنية حول صحة وسعادة الطلاب.
ماذا كشفت الدراسة بالتفصيل؟
كيف تم جمع البيانات؟
طُلب من المشاركين الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بعادات النوم، مثل: هل يستخدمون الشاشات بعد الذهاب إلى السرير؟ ما نوع النشاط الذي يمارسونه على الشاشات؟ (مشاهدة أفلام، ألعاب، تصفح الإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي، بودكاست، أو الدراسة)، توقيت النوم والاستيقاظ، مدة الوقت الذي يستغرقونه للنوم، عدد مرات الأرق أو الشعور بالنعاس خلال النهار.
كما تم تعريف الأرق في هذه الدراسة بأنه: صعوبة في النوم أو الشعور بالنعاس خلال النهار، بمعدل ثلاث مرات على الأقل أسبوعيًا، لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
هل وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي؟
المفاجأة أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن أكثر ضررًا من الأنشطة الأخرى المرتبطة بالشاشات.
بحسب الدكتورة "غونهيلد هيتلاند" من المعهد النرويجي للصحة العامة: "يبدو أن مدة استخدام الشاشة هي العامل الأهم في التأثير على النوم، وليس نوع النشاط. فجميع أنواع الأنشطة على الشاشات قد تؤدي إلى تقليل وقت النوم لأنها ببساطة تستهلك وقت الراحة."
كيف تؤثر الشاشات على النوم؟
حدد الباحثون أربع طرق رئيسية تؤثر بها الشاشات على جودة النوم:
الإشعارات: تزعج نومك وتوقظك ليلًا.
إضاعة الوقت: استخدام الشاشة يسرق وقت النوم دون أن تشعر.
التحفيز العقلي: الأنشطة التفاعلية مثل الألعاب أو السوشيال ميديا تبقيك متيقظًا لفترة أطول.
الضوء الأزرق: يؤثر على الساعة البيولوجية ويؤخر إفراز الميلاتونين، هرمون النوم.
لماذا ركزت الدراسة على طلاب الجامعات؟
أوضحت "هيتلاند" أن: مشاكل النوم شائعة بين طلاب الجامعات، وتؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، والتحصيل الأكاديمي، وجودة الحياة بشكل عام. كما أن هذه الفئة تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا ووسائل التواصل.
تحذيرات وحدود الدراسة
الدراسة أجريت على طلاب نرويجيين فقط، ما يعني أن النتائج قد تختلف حسب الثقافة والمجتمع. لم تجرِ الدراسة تقييمات فسيولوجية (مثل تخطيط الدماغ أو مراقبة النوم بدقة). تم دمج بعض الأنشطة المختلفة في تصنيفات واحدة، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة الألعاب.
نصائح لتحسين النوم وتقليل الأرق
الدكتورة "هيتلاند" تقدم النصيحة التالية: "إذا كنت تواجه صعوبة في النوم، حاول التوقف عن استخدام الشاشة قبل النوم بـ30 إلى 60 دقيقة. وإذا اضطررت لاستخدامها، قم بتعطيل الإشعارات لتقليل الإزعاج الليلي."
خلاصة: هل أنت مستعد لتوديع الأرق؟
استخدام الهاتف أو أي شاشة إلكترونية قبل النوم يمكن أن يكون له تأثير سلبي على جودة النوم وصحتك العامة. ولتحقيق نوم صحي، ينصح الخبراء بالابتعاد عن الشاشات وتبني روتين هادئ قبل النوم.