عبد الرحمن شعبان روائي المستقبل..« بين ظلال الخوف وأسرار الخيال»

يونيو 1, 2025 - 16:26
عبد الرحمن شعبان  روائي المستقبل..« بين ظلال الخوف وأسرار الخيال»

حوار : ياسمين مجدي 

من بين أوراق الخوف وأسماء الجحيم، ومن عوالم الفانتازيا إلى هموم الواقع، يكتب عبد الرحمن شعبان سعد طريقه الخاص في عالم الأدب. شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين، لكنه نجح في إثبات نفسه ككاتب وروائي بصوت مميز وأفكار تحمل جرأة الخيال وصدق التجربة.

بدأت رحلته بخواطر على ورق، وتحولت إلى أعمال أدبية مطبوعة تتنقل بين الرعب والخيال العلمي، وتحمل رسائل إنسانية عميقة. في هذا الحوار، نقترب من عالم عبد الرحمن، نتعرف على كواليس أعماله، ونستمع لحكاية شغفه الذي قاده من الظل إلى واجهة المشهد الأدبي، كما نلقي الضوء على مبادرته «مملكة المواهب» التي أصبحت منصة لدعم الشباب المبدع.

عبد الرحمن شعبان سعد كاتب وصحفي شاب (25 سنة) صدرت له أربع روايات بين الرعب والخيال العلمي منها: «أبواب الخوف»، «الحرب المستحيلة» (جزآن)، و«أسماء وظلال الجحيم». يعكس عمله دمجًا بين التشويق والعمق الاجتماعي.

س: لو أردنا التعرف عليك... هلا أخبرتنا عن بداياتك مع الكتابة؟

ج: بدايتي كانت بسيطة جدًا، ما كنتش أتخيل إن الخواطر اللي بكتبها على الورق ممكن تبقى كتب منشورة. كنت بقرأ كتير وأنا صغير، وده ساعدني أكون خيال واسع، لكن الانطلاقة الحقيقية بدأت لما قررت أكتب من قلبي عن مشاعري، مخاوفي، وأحلامي.

س: هل كانت الكتابة جزءًا من عاداتك منذ الطفولة؟

ج: الموهبة كانت موجودة من زمان، لكن نضجت مع الوقت. كنت دايمًا منجذب لأي حاجة فيها قصة سواء في الكتب أو الأفلام، ولما بدأت أكتب حسيت إن ده مكاني الطبيعي، ومع التجربة اتأكدت إنها جزء مني.

س: من أول من دعمك في مشوارك الأدبي؟

ج: أول دعم جالي من أهلي، وبالأخص والدي ووالدتي. بعدهم جات أستاذة هالة المنشاوي، وكان ليها فضل كبير في إن اسمي يظهر، آمنت بيا في وقت كنت أنا لسه مش واثق في نفسي.

س: حدثنا عن أعمالك الروائية.

ج:

1. «أبواب الخوف»: رواية رعب نفسي عن سيطرة الخوف على الإنسان.

2. «الحرب المستحيلة – الجزء الأول»: بتحكي عن تحالف بين البشر وكائنات فضائية ينتهي بصراع مدمر.

3. «الحرب المستحيلة – الجزء الثاني»: استكمال للجزء الأول، وفيه بنشوف مستقبل البشر وصراعهم مع مصيرهم.

4. «أسماء وظلال الجحيم»: قصة حب مرعبة عن الخداع والعذاب والوقوع في عالم مظلم.

س: كيف تختار مواضيع أعمالك؟

ج: باختارها من الحياة والمشاعر الحقيقية، لكن بقدمها بشكل خيالي أو مرعب. أدب الرعب والخيال العلمي بيديني حرية إبداعية لطرح أفكار رمزية وعميقة.

س: ما رأيك في النشر الورقي؟

ج: النشر الورقي له قيمة كبيرة وشعور لا يوصف، لكن من عيوبه التكلفة العالية وصعوبة التوزيع، خصوصًا للكتاب الشباب.

س: هل تكتب لتُعبّر عن نفسك أم لتوصل رسالة؟

ج: الاتنين. أكتب لأفرغ مشاعري، لكن بحاول يكون لكل عمل رسالة أو سؤال يحفز القارئ على التفكير.

س: حدثنا عن عملك القادم.

ج: بشتغل على رواية رعب جديدة، مختلفة فيها بُعد نفسي واجتماعي قوي، عن الإنسان كمصدر للرعب، وفيها حبكة نفسية عميقة.

س: كيف تتعامل مع النقد؟

ج: أسمع النقد البنّاء وأستفيد منه، وأتجاهل السلبي اللي هدفه فقط التقليل. الأهم إني أؤمن بنفسي وأسعى دايمًا أتحسن.

س: احكِ لنا عن لحظة فشل تحولت لنجاح.

ج: أول رواية قدمتها للنشر اترفضت، وكان شعور صعب، لكن راجعت نفسي وعدّلت عليها، وبعدها نُشرت ونجحت وكانت نقطة انطلاقي.

س: هل ترى الكتابة وسيلة للعلاج النفسي؟

ج: بالتأكيد. الكتابة بتخليني أفرّغ مشاعري، بتساعدني أتعامل مع نفسي وأفهم مشاعري أكتر.

س: لماذا اختفى الأدب الرومانسي؟ وهل من أمل لعودته؟

ج: ضغوط الحياة خلت الناس تميل للرعب والفانتازيا كوسيلة هروب. لكن الرومانسية لسه موجودة، محتاجة تتقدَّم بشكل يناسب العصر. وممكن أكون من اللي يرجعوا الفارس الرومانسي مستقبلًا.

س: تقييمك لهذا الحوار؟

ج: الحوار ممتع جدًا، والأسئلة عميقة ومدروسة. حسيت إني فتحت قلبي واتكلمت براحة. شكرًا على الفرصة الجميلة.

س: ما هي "مملكة المواهب"؟

ج: مبادرة شبابية هدفها دعم وتشجيع المواهب في كل المجالات الفنية والإبداعية، من الكتابة والرسم للتمثيل والتصوير وغيرها.

س: متى بدأت المبادرة؟ وما أصل فكرتها؟

ج: بدأت من فترة قريبة، لكن فكرتها موجودة من زمان. لاحظنا إن في مواهب كتير مش لاقية فرصة، فقررنا نأسس كيان يوفر مساحة آمنة ومحفزة لكل شخص موهوب يظهر نفسه ويتقدَّر.

بهذا الحديث الصريح والملهم، كشف لنا عبد الرحمن شعبان سعد عن جوانب متعددة من رحلته الأدبية، مؤكداً أن الشغف والعمل المستمر هما مفتاح النجاح. نتطلع لما سيقدمه من جديد في عالم الأدب، ونشجعه على مواصلة دعم المواهب الشابة من خلال مبادرته النبيلة.