مها متبولي تكتب: كريم عبد العزيز ينقذ مشروع «بيتر ميمي»

يونيو 3, 2025 - 16:34
يونيو 3, 2025 - 16:38
مها متبولي تكتب: كريم عبد العزيز ينقذ مشروع «بيتر ميمي»

يلعب الانتاج دور البطولة في فيلم "مشروع x " فلا يمكن أن نتجاهل الانتاج الضخم وميزانيته الكبيرة، فالعمل غني بعناصر فنية مختلفة، تتنوع بين مشاهد الأكشن والحركة والتفجيرات والمطاردات والمعارك والتصوير تحت الماء، وغيرها .

وهى ضمانات لنجاح جماهيري لافت نتيجة الابهار في الانتاج والاخراج والتصوير .

لكن جاء ذلك كله على حساب المضمون ، بدلا من التناسق معه ، فكل الاهتمام ذهب برمته إلى الشكل الفني ، لنجد انفسنا امام محاولة لاستنساخ نموذج سينمائي أجنبي، حتى صار العمل عبارة عن مجموعة من المشاهد غير المبررة والفاقدة للتفاعل مع المشاهدين، وكأنها مجرد لوحات بصرية لا رابط بينها ، تفتقد أحيانا للمنطق ، بل تكاد تخرج الفيلم من طبيعته الدرامية ليكون أقرب الى الرصد والتوثيق . 

ناهيك عن أزمة الفيلم الحقيقية من وجهة نظري وهى انه يفتقد للروح المصرية حيث يتم تصوير نصفه الاول على الأقل في ايطاليا والباقي في السلفادور والفاتيكان وتركيا وغيرها ، ولا يوجد ما يدل على شخصيتنا ،الا أقل القليل، حتى وهو يدعى وجود قوى خفية تسعى لسرقة اسرار الاهرامات لا يلمس ذلك مشاعرنا ولا ينمي حسنا الوطني، لأننا وقعنا في تيمات سينمائية مستوردة لا تشبهنا من قريب أو بعيد بل تدفعنا نحو التغريب. 

فالفيلم يحاول أن يستلهم في النهاية روح توم كروز وفيلمه "مهمة مستحيلة" تماما مثلما استلهم بيتر ميمي ، نماذج أجنبية في أعماله السابقة .

لكنه في هذا الفيلم يعلن عن نفسه مستلهما ومؤلفا ، ويقدم لنا عملا تقنيا يعتمد على الابهار لا الأفكار ، وعلى الشكل دون المحتوى، في تجاهل غير مشروع لأهمية السيناريو والحبكة المتقنة ، وكان من الأولى أن تسند مهمة كتابة الفيلم لكاتب سيناريو ، وليس لمخرج العمل فلولا التخصص ما نهضت الفنون. 

هكذا نجد أن تجربة الفيلم تضيع في دوامة من اللخبطة والخليط الذي يجمع بين أكثر من أسلوب ، سواء كان واقعيا او فانتازيا أو تسجيليا.

صحيح ان المخرج نجح في أن يصنع صورة سينمائية حية ومتدفقة ونابضة بالحركة الا أنه لم يتقن لعبة الفك والتركيب . 

ولولا كريم عبد العزيز وثقله الفني وحضوره المتميز وما يمتع به من كاريزما امام الكاميرا ورصيده لدى الجمهور لما نجح تسويق العمل.

وايضا موهبة اياد نصار وأداؤه الرصين ، وكذلك حضور أحمد غزي واجادته للشخصية ونجاحه في رسم تفاصيلها ، لولا كل ذلك لأصبح العمل خاويا لا يسنده أحد . 

نعم الفيلم مسنود بموهبة مصطفى غريب الكوميدية التى تكسر حدة "التغريب" والضيوف أصحاب التمثيل المشرف؛ ولكن أين الفيلم وأين نحن وأين صورتنا الاجتماعية فيه كمصريين؟