مصر تتصدر إقليم شرق المتوسط كأول دولة تحقق السيطرة على التهاب الكبد B

يونيو 2, 2025 - 11:25
مصر تتصدر إقليم شرق المتوسط كأول دولة تحقق السيطرة على التهاب الكبد B

كتبت : ميادة خطاب 

تسلّم الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، شهادة رسمية من منظمة الصحة العالمية تؤكد نجاح مصر في تحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي من النوع «B»، لتصبح بذلك أول دولة في إقليم شرق المتوسط تبلغ هذا المستوى من السيطرة، في إنجاز بارز على المستويين الإقليمي والدولي.

جاء ذلك خلال احتفال رسمي حضره عدد من كبار المسؤولين، منهم الدكتور عمرو قنديل والدكتورة عبلة الألفي نائبا وزير الصحة، والدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، إلى جانب ممثلين عن الشركاء الدوليين والمؤسسات الصحية الوطنية.

أكد الوزير في كلمته أن هذا الإنجاز يمثل محطة فارقة في مسيرة النظام الصحي المصري، ويعكس الالتزام القوي للدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بحماية صحة المواطنين وتعزيز برامج الوقاية والتغطية الصحية الشاملة، مشيرًا إلى أن الالتهاب الكبدي B لا يزال يشكل تحديًا صحيًا عالميًا خطيرًا، وأن منظمة الصحة العالمية تستهدف القضاء عليه بحلول عام 2030.

وأوضح عبدالغفار أن جهود وزارة الصحة في مجال الطب الوقائي، التي بدأت منذ عام 2008، أسفرت عن انخفاض معدل انتشار الفيروس في الفئات العمرية تحت 60 عامًا بنسبة 15% مقارنة بعام 2015، فيما تراجعت نسبة الإصابة بين الأطفال دون سن العاشرة بمقدار 50%، حتى بلغت أقل من 1% بين الأطفال دون الخامسة.

وأشار الوزير إلى أن مصر حصلت على شهادة دولية بخلوها من عدة أمراض مستهدفة بالتطعيم، منها شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية والتيتانوس الوليدي والدفتيريا، لافتًا إلى تكامل هذه الإنجازات مع جهود مكافحة الفيروسات الكبدية من خلال برامج الترصد والرصد المخبري ومكافحة العدوى.

وأبرز الوزير دور البرنامج الموسع للتطعيمات في تحقيق هذه النتائج، حيث تجاوزت نسبة التغطية التطعيمية 95%، مستفيدًا من التحول الرقمي وميكنة الإجراءات التي ساعدت في اتخاذ قرارات دقيقة لحظية، فضلاً عن تطوير سلسلة التبريد ورفع كفاءة الكوادر الصحية.

كما أشار عبدالغفار إلى توفير التطعيم ضد فيروس B مجانًا لجميع المواليد في مصر، مع إعطاء جرعة الميلاد خلال الساعات الأولى من عمر الطفل، إلى جانب تقديم الأميونوغلوبولين المناعي للمواليد من أمهات حاملات للفيروس، حماية لهم من العدوى.

ولم تقتصر الجهود على الأطفال فقط، بل شملت أيضًا الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل العاملين في القطاع الطبي، والمخالطين للحالات المصابة، ومرضى الغسيل الكلوي، ومرضى فيروس نقص المناعة المكتسبة، مؤكدًا أن هذا النهج الوقائي المتكامل كان حجر الزاوية في تحقيق الإنجاز.

وأشار الوزير إلى تأسيس التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA) بالشراكة مع الشركاء المحليين والدوليين، لضمان الاكتفاء الذاتي واستدامة التوريد وتعزيز التصنيع الحيوي الوطني، مؤكدًا أن نجاح مصر جاء نتيجة للتنسيق المحكم بين الوزارة ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية.

واختتم عبدالغفار كلمته بتوجيه الشكر لجميع العاملين في قطاع الطب الوقائي على مستوى الجمهورية، وجميع الشركاء المحليين والدوليين، واصفًا هذا الإنجاز بأنه مصدر فخر لكل مواطن مصري.

من جانبها، أعربت الدكتورة حنان بلخي، الممثلة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، عن تهانيها لمصر على هذا الإنجاز الكبير، مؤكدة أن مصر تمتلك كفاءات بشرية مؤهلة لمنافسة العالم في المجال الصحي، وأشادت بتحقيق مصر للمؤشرات الرئيسية، من ضمنها خفض معدل انتشار الفيروس لدى الأطفال إلى أقل من 1% وتحقيق تغطية تطعيمية عالية بالجرعة الثالثة والجرعة الوليدة.

كما أشاد الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، بالإنجاز، مؤكدًا دور القيادة السياسية والدعم الحكومي في تحقيق هذا النجاح، واعتبر أن التكامل المؤسسي هو السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف الصحية الوطنية.

من جانبه، أكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن التقدم في هذا الملف يعكس التزام مصر بالاستراتيجيات العالمية للوقاية بالتطعيم، متحدثًا عن دور الهيئة في ضبط وتنظيم توفير اللقاحات وتوطين إنتاجها لتعزيز الأمن الدوائي والاكتفاء الذاتي.

بدوره، أشاد الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بجهود الدولة في تحسين الصحة العامة والاستثمار في الموارد البشرية، مشيرًا إلى أن مصر تستحق هذا التقدير كونها أول دولة في الإقليم تحقق هذا الهدف.