ترسانة جوية أمريكية جديدة في طريقها إلى إسرائيل لمواجهة التصعيد في غزة واحتمال الحرب مع إيران

كتب: مصطفى صلاح
في خطوة تعكس تصاعد التوتر الإقليمي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن استعداد الجيش الإسرائيلي لاستلام شحنة ضخمة من الذخائر الجوية القادمة من الولايات المتحدة، تشمل أكثر من 13 ألف قطعة سلاح جوي، وسط استعدادات عسكرية موسعة في قطاع غزة ومخاوف من مواجهة مباشرة مع إيران.
وتتضمن الشحنة ثلاثة آلاف ذخيرة مخصصة لسلاح الجو الإسرائيلي، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف قطعة سلاح جوي تشمل صواريخ موجهة وقنابل دقيقة، كانت مجمّدة في وقت سابق خلال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قبل أن يُرفع عنها الحظر عقب عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة.
وبحسب الصحيفة، وافقت الحكومة الإسرائيلية رسميًا على استلام هذه الشحنة، في ظل تعزيز الجاهزية القتالية لسلاح الجو، وتحضيرات القيادة الجنوبية لتنفيذ عملية عسكرية كبرى في قطاع غزة، إلى جانب احتمالات اندلاع صراع واسع مع إيران.
في السياق ذاته، أعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة 7.41 مليار دولار، تتضمن بيع ثلاثة آلاف صاروخ من طراز "هيلفاير" (AGM-114) بقيمة 660 مليون دولار، إضافة إلى أكثر من ألفي قنبلة دقيقة التوجيه.
ووفق بيان البنتاغون، ستبدأ عمليات تسليم الأسلحة اعتبارًا من عام 2025، على أن تُسلَّم صواريخ "هيلفاير" بحلول عام 2028. وستُستخرج الأسلحة من مخزونات الجيش الأمريكي، بينما تتولى شركات دفاعية أمريكية كبرى مثل "لوكهيد مارتن"، و"بوينغ"، و"L3Harris" عمليات التصنيع والتوريد.
وشدد البيان على أن الصفقة لا تغيّر موازين القوى في المنطقة، لكنها تُعزز قدرة إسرائيل الدفاعية والهجومية، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة على حدودها. كما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الصفقة تتماشى مع السياسة الأمريكية الرامية إلى الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
ومنذ تولي إدارة ترامب الحكم، وافقت الولايات المتحدة على صفقات سلاح لصالح إسرائيل تجاوزت قيمتها الإجمالية 12 مليار دولار، شملت قنابل موجهة ومعدات هندسية ثقيلة، جرى تمرير بعضها عبر آلية الطوارئ دون المرور الكامل على الكونغرس.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صادقت في مارس الماضي على بيع معدات عسكرية بقيمة 3 مليارات دولار، من بينها جرافات ومعدات هدم وأسلحة دقيقة، ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم عام 2026، فيما تصل الجرافات والآليات الثقيلة بحلول عام 2027.
وتأتي هذه التحركات في وقت يسعى فيه الجيش الإسرائيلي إلى تجديد مخزونه العسكري وتعزيز قدراته الجوية، بعد أكثر من عام من القتال متعدد الجبهات، خاصة في قطاع غزة وجنوب لبنان.