ضربة انتخابية لحزب العمال البريطاني بعد اختراق غير مسبوق لحزب أقصى اليمين بقيادة فاراج

كتب: د. مجدي كامل الهواري
تلقى حزب العمال البريطاني بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر ضربة انتخابية موجعة، بعد أن نجح حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، المصنف ضمن تيار أقصى اليمين بقيادة نايجل فاراج، في انتزاع مقعد برلماني في الانتخابات المحلية، بالإضافة إلى تحقيق مكاسب في عدد من المجالس البلدية.
وتمكن الحزب اليميني المتشدد من الفوز في الانتخابات الفرعية بدائرة "رنكورن وهيلسبي" شمال غرب إنجلترا، بفارق ضئيل بلغ 6 أصوات فقط عن حزب العمال، كما حصل على مكاسب نوعية في دوائر أخرى، أبرزها فوزه برئاسة بلدية لينكولنشير الكبرى، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
الزعيم الشعبوي نايجل فاراج، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الهجرة ودوره البارز في دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وصف هذا الفوز بأنه "لحظة فارقة" في مسار حزبه السياسي، مؤكدًا أن "الحركة بدأت تدخل مرحلة النفوذ الفعلي".
من جانبه، عبّر كير ستارمر عن "خيبة أمله" من هذه النتائج، لكنه شدد على أن حكومته ستواصل التغيير "بخطى أسرع وأوسع"، في محاولة لاحتواء آثار هذه النكسة السياسية.
كما سجل حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اختراقات لافتة بانتزاع عشرات المقاعد في المجالس المحلية من حزبي العمال والمحافظين، في مؤشر واضح على تراجع الهيمنة التقليدية للحزبين الكبيرين في الحياة السياسية البريطانية، وبروز مشهد سياسي أكثر انقسامًا وتعددًا.
ورغم أن حزب العمال تمكن من الفوز بثلاثة مناصب لرئاسة البلديات من أصل ستة، فإنه بالكاد حافظ على بلدية "نورث تاينسايد"، بعد تراجع كبير في نسبة التصويت لصالحه بلغ 26%، وهو ما يشير إلى تنامي الحضور السياسي لحزب فاراج.
وفي أول تصريحاتها بعد الفوز، قالت أندريا جينكينز، رئيسة بلدية لينكولنشير الكبرى الجديدة: "المعركة الحقيقية لإنقاذ روح الأمة البريطانية بدأت الآن"، مضيفة: "بوصول حزب الإصلاح إلى مواقع السلطة، سنبدأ بإعادة بناء بريطانيا من القاعدة".
تعد هذه الانتخابات المحلية الأولى منذ تولي كير ستارمر رئاسة الوزراء، وتزامنت مع استمرار التراجع الحاد لحزب المحافظين بقيادة كيمي بادنوك، وسط استياء شعبي متزايد من النخبة السياسية التقليدية.
وقد جرى التنافس على 1641 مقعدًا في 23 مجلسًا محليًا، وهي تمثل شريحة محدودة من أصل أكثر من 17 ألف مقعد في عموم إنجلترا، لكن النتائج الأولية عكست صعودًا فعليًا لحزب "إصلاح المملكة المتحدة" بما ينسجم مع مؤشرات استطلاعات الرأي الأخيرة.