«أم البراء الخيرية».. يد يمنية من الغربة تمتد بالعطاء إلى اليمن وغزة وأفريقيا

كتب: مصطفى صلاح
في زمنٍ تتسارع فيه الحروب وتتساقط القيم تحت وطأة الأزمات، تظل يد الخير ممتدة لا تعرف حدودًا، تحمله القلوب المؤمنة بقيمة الإنسان، وتنقله الأعمال الصامتة التي تعانق حاجات المحتاجين، وتجبر كسور الضعفاء. من قلب الغربة، وتحديدًا من الولايات المتحدة الأمريكية، انطلقت جمعية أم البراء الخيرية لتجسد معنى الرحمة النابضة، والعطاء المستمر، حاملةً رسالة إنسانية سامية، تتجاوز الجغرافيا وتنحاز لقضايا الأمة حيثما كانت.
في اليمن، حيث الجراح مفتوحة، برزت الجمعية كركيزة دعم حقيقية؛ فأسهمت في بناء منازل للأسر الفقيرة والمتضررة، وشيدت المساجد في المناطق النائية، كما نفذت مشاريع السلال الغذائية الموسمية والدائمة، وساهمت في إدخال الفرحة على وجوه الأطفال عبر كسوة العيد. ولم تغفل الجمعية عن دعم العلم، فتكفلت بالطلاب وأطلقت مبادرات لحلقات التحفيظ.
أما في القارة الإفريقية، حيث العطش والحرمان، مدت الجمعية خيوط الخير بحفر الآبار في المناطق المنكوبة، وتوزيع الطعام والماء والملابس، إلى جانب مشاريع موسمية كالأضاحي وتوزيع الكسوة، مع دعم قطاع التعليم الذي يحتاج كل يد ممدودة.
وفي غزة، حيث الوجع عنوان يومي، كانت جمعية "أم البراء" حاضرةً بعمق، وشريكًا حقيقيًا للإنسان هناك. من توزيع آلاف الوجبات الغذائية في أوقات الحرب والسلم، إلى توفير المياه النقية عبر الصهاريج وشبكات التوزيع، مرورًا بإنشاء وتوزيع الخيام للنازحين، وتأمين البطانيات والملابس في الشتاء، وحفر الآبار وتوفير خزانات المياه داخل المناطق المحاصرة، كلها جهود صنعت من الجمعية اسمًا حاضرًا في وجدان أهل غزة، يعرفه كل محتاج ومظلوم.
رسالة "أم البراء" لا تحمل شعارات، بل تحمل قلوبًا تنبض بالرحمة: "نعمل بصمت، لأجل كرامة الإنسان ومعونة الضعفاء، نحمل الخير حيثما كنا، لا ننسى أوطاننا، ولا أمتنا، نطمح أن نكون منارة خير عالمية توصل البر والإحسان لأهل الفضل في كل مكان."