د. أيمن إمام يكتب: لماذا لا يصلح نظام غذائي واحد للجميع؟ العلم يجيب

هل تساءلت يومًا ما إذا كان هناك نظام غذائي مثالي يعد بالصحة والرشاقة للجميع؟
سواء كان نظامًا يعتمد على البروتين فقط، أو الخضروات، أو الصيام المتقطع، فإن هذه الأنظمة غالبًا ما تُروَّج على أنها الحل السحري.
ولكن، هل يمكن حقًا لنظام غذائي واحد أن يناسب جميع البشر باختلاف أجسامهم، وظروفهم الصحية، وأنماط حياتهم المختلفة؟
الإجابة العلمية البسيطة هي: لا، لا يمكن أن يناسب نظام غذائي واحد الجميع.
تخيل الأمر كبصمة الإصبع؛ لكل منا بصمة فريدة لا تتطابق مع أي شخص آخر. وينطبق الشيء نفسه على أجسامنا، إذ يتفاعل كل جسم بشكل مختلف مع الأطعمة، وهذا الاختلاف نابع من مجموعة من العوامل المتداخلة.
لماذا لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع؟
الاختلافات بين الأفراد تجعل من المستحيل وجود نظام غذائي شامل يصلح للجميع.
فالإنسان كائن فريد، والاختلاف لا يقتصر على المظهر الخارجي، بل يمتد إلى أمور أعمق بكثير، ومنها:
1. الوراثة والجينات:
تلعب الجينات دورًا كبيرًا في تحديد كيفية امتصاص جسمك للعناصر الغذائية وحرقه للسعرات الحرارية. بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لحساسية اللاكتوز، بينما يكون آخرون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري. هذا يعني أن الأطعمة التي تفيد شخصًا قد تضر آخر.
2. البيئة ونمط الحياة:
يؤثر نمط حياتك اليومي مباشرة على احتياجاتك الغذائية. الشخص الذي يمارس الرياضة بانتظام يحتاج إلى سعرات حرارية وبروتين أكثر من الشخص قليل الحركة. كذلك، بيئتك لها دور؛ فالعيش في منطقة باردة قد يتطلب طاقة أكبر مقارنة بالعيش في منطقة حارة.
3. الحالة الصحية:
إذا كنت تعاني من مشكلة صحية، مثل أمراض القلب أو الكلى أو السكري، فيجب أن يكون نظامك الغذائي مخصصًا لدعم حالتك الصحية وتجنب تفاقمها. على سبيل المثال، مريض الكلى يحتاج إلى تقليل كمية البروتين والبوتاسيوم، وهو ما لا يلزم الشخص السليم.
4. الذوق والتفضيلات الشخصية:
لا ينجح أي نظام غذائي ما لم يكن مستدامًا. إذا كان يتطلب منك تناول أطعمة لا تحبها، فسيكون الالتزام به صعبًا على المدى الطويل. الاستمتاع بوجباتك جزء أساسي من علاقة صحية مع الطعام.
5. الأهداف الشخصية:
هل تريد خسارة الوزن، أم بناء العضلات، أم الحفاظ على وزنك الحالي وصحتك العامة؟
كل هدف يتطلب نظامًا غذائيًا مختلفًا. فبينما يحتاج من يسعى لبناء العضلات إلى كميات أكبر من البروتين، يركز من يريد خسارة الوزن على تقليل السعرات الحرارية.
كيف تجد النظام الغذائي المناسب لك؟
بدلًا من البحث عن "النظام المثالي للجميع"، ابحث عن النظام المناسب لك أنت. وإليك بعض النصائح للبدء:
استمع إلى جسدك: انتبه لشعورك بعد تناول أطعمة معينة. هل تشعر بالطاقة أم بالخمول؟
استشر مختصًا: يمكن للطبيب أو أخصائي التغذية أن يساعدك في تحديد احتياجاتك الفردية وتصميم خطة تناسب أهدافك وحالتك الصحية.
جرّب واكتشف: لا تخف من تجربة أطعمة جديدة لمعرفة ما يناسبك. قد تكتشف أنك تتحمل أنواعًا معينة أكثر من غيرها.
وازن نظامك الغذائي: احرص على أن يوفر لك النظام عناصر غذائية متنوعة، تشمل بروتينات حيوانية طازجة، وكربوهيدرات من الحبوب الكاملة، ودهونًا صحية غير مشبعة، إضافة إلى الفيتامينات والمعادن من الفواكه والخضروات.
في النهاية، رحلتك نحو الصحة هي رحلة شخصية وفريدة من نوعها. التنوع هو مفتاح النجاح، ليس فقط في الأطعمة التي نتناولها، بل في الأنظمة الغذائية التي نتبعها أيضًا.