القاهرة تعزز حضورها الإقليمي في القرن الأفريقي عبر استراتيجية متكاملة
رسخت مصر مكانتها كقوة إقليمية محورية في القرن الأفريقي، عبر استراتيجية متعددة الأبعاد تجمع بين الدبلوماسية النشطة، والحضور الأمني المشروع، والتعاون الاقتصادي، بما يعكس رؤية شاملة لحماية الأمن القومي المصري وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
ويبرز الدور المصري بشكل خاص في دعم الصومال والحفاظ على وحدة أراضيه، والمشاركة الفاعلة في بعثات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب، وفقًا لتقارير مركز فاروس للدراسات الإفريقية. كما يسهم التعاون الأمني والدفاعي مع إريتريا في تأمين البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
وأكدت القاهرة، من خلال تحركاتها السياسية، أن أمنها المائي مرتبط مباشرة بالأمن الإقليمي، وأن أي تهديد لاستقرار دول الجوار أو المساس بوحدة أراضيها، خاصة في السودان، يُعتبر خطًا أحمر يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر.
ويشير خبراء إلى أن الاستراتيجية المصرية، القائمة على الردع غير المباشر وبناء التحالفات الإقليمية، نجحت في توسيع نطاق الصراع حول سد النهضة، من قضية محدودة إلى سياق دولي أوسع، يربط بين مياه النيل وأمن البحر الأحمر واستقرار القرن الأفريقي. هذا النهج يعزز مكانة مصر كطرف مسؤول يسعى لتحقيق حلول سياسية عادلة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على مصالحه الحيوية.