د. مي القط: مع نهاية العام… كيف نُقيِّم أنفسنا برحمة؟.. قراءة من منظور علم النفس الإيجابي
مع اقتراب رأس السنة، تمتلئ مواقع التواصل بقوائم الإنجازات، وأهداف لم تتحقق، وأصوات داخلية قاسية تسألنا: عملتِ إيه؟ نجحتي ولا فشلتي؟
لكن علم النفس الإيجابي يدعونا لسؤال مختلف تمامًا:
كيف عشتِ هذا العام؟ وليس فقط ماذا أنجزتِ فيه؟
أولًا: الرحمة بالنفس ليست تبريرًا للفشل
الرحمة بالنفس لا تعني تجاهل الأخطاء، بل تعني النظر إليها بإنسانية.
هي أن أقول لنفسي:
كنتُ أفعل أفضل ما أستطيع بالأدوات والظروف التي كانت متاحة لي وقتها.
تشير الأبحاث في علم النفس الإيجابي إلى أن الأشخاص الأكثر رحمة بأنفسهم:
أقل عرضة للاكتئاب والجلد الذاتي
أكثر قدرة على التعلم من التجارب
أكثر استمرارية في التطور الحقيقي
ثانيًا: غيّري معيار التقييم
بدل سؤال:
❌ أنجزت إيه؟
جرّبي تسألي:
ماذا تعلّمت هذا العام؟
متى كنت شجاعة رغم الخوف؟
ما المواقف التي حافظت فيها على نفسي بدل استنزافها؟
ما الذي تركته خلفي وكان مؤلمًا لكنه ضروري؟
أحيانًا يكون أعظم إنجاز هو النجاة، أو وضع حدود، أو الاعتراف بالتعب.
ثالثًا: اعترفي بالخسائر كما تعترفين بالنجاحات
التقييم الرحيم يشمل الاعتراف بما لم يحدث:
فرص لم تكتمل
علاقات انتهت
أحلام تأجلت
ليس للحزن كي يسيطر، بل ليُحتوى.
فالمشاعر غير المعترف بها تتحول إلى ثِقل… بينما المشاعر المُحتواة تتحول إلى حكمة.
رابعًا: افصلي بين قيمتك وإنجازك
من أهم مبادئ علم النفس الإيجابي:
قيمتك كإنسانة ثابتة… إنجازاتك متغيرة.
أنتِ قيمة حتى في سنوات التوقف، حتى في الفوضى، حتى في البدايات غير المكتملة.
خامسًا: اختمي العام برسالة حب لنفسك
اكتبي لنفسك رسالة قصيرة:
اشكريها على صمودها
سامحيها على ما قصّرت فيه
طمّنيها أن القادم لا يحتاج كمالًا… بل حضورًا وصدقًا
في النهاية
الدخول إلى عام جديد لا يحتاج نسخة مثالية منك،
بل يحتاج نسخة أحنّ، أصدق، وأوعى.
عام جديد برحمة أكبر… على النفس قبل أي شيء ????