محمد عباس: الكتابة بدأت كهواية وتأخرت بسبب الكلية.. وأراهن على رواية مبنية على أحداث حقيقية

حوار: ياسمين مجدي عبده
رغم بداياته المتعثّرة بفعل الانشغال بالدراسة الجامعية، لم يفقد محمد عباس شغفه بالكتابة، بل تمسّك بها حتى أصبحت جزءًا من هويته. هو وجه جديد في عالم الرواية، يسعى لإثبات نفسه وسط جيلٍ يميل إلى أدب الرعب والفانتازيا، لكنه يحمل في كتاباته ومشاريعه القادمة رسالة واضحة وشغفًا أصيلًا. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نتعرّف إلى ما واجهه من تحديات، ونكتشف رؤيته للأدب والنشر والكتابة كعلاج روحي.
بدايةً، كيف كانت انطلاقتك مع الكتابة؟
بدايتي تعود إلى نحو ثماني سنوات، وكانت مجرد محاولات بسيطة؛ لأن الدراسة الجامعية كانت تستنزف معظم وقتي وجهدي.
هل كانت الكتابة جزءًا من طفولتك؟ أم أنها ظهرت لاحقًا؟
في الحقيقة، لم أكن أكتب في صغري، بل ظهرت الموهبة مع مرور الوقت، وتطورت مع التجربة والدعم.
ومن كان أول من آمن بموهبتك الأدبية؟
أمي وأخي كانا الداعمين الأولين، وقد وقفا بجانبي في كل خطواتي.
حدثنا عن أصعب اللحظات التي مررت بها في مشوارك الإبداعي؟
أصعب ما واجهته هو عدم تقبّل الناس لفكرة أنني أكتب في مجال أدب الرعب. كانوا يرون الأحداث غريبة أو غير مقنعة، وكان النقد لاذعًا أحيانًا. لكن مع الوقت، بدأ القرّاء يتقبّلون هذا النوع ويترقبون أعمالي.
وماذا عن وقت فراغك؟ هل لديك هوايات بعيدة عن الكتابة؟
نعم، أحب كرة القدم وأمارسها كلما سنحت الفرصة.
كيف تختار موضوعات كتاباتك؟
معظم أفكاري مستوحاة من الواقع؛ فالحياة مليئة بالقصص التي تستحق أن تُروى.
من وجهة نظرك، ما أبرز التحديات التي تواجه الكاتب في النشر الورقي؟
العبء المادي. دور النشر تطلب مبالغ كبيرة من الكُتاب، وهذا يشكّل عبئًا على المبتدئين الذين لا يحققون عائدًا سريعًا. أرى أن الحل في أن تتبنّى بعض دور النشر المواهب الجديدة وتساعدهم على الانطلاق.
هل ترى أن الكتابة بالنسبة لك مجرد وسيلة للتعبير، أم أنك تحمل من خلالها رسالة؟
بالتأكيد، هي وسيلة كبيرة للتعبير، لكنني أحرص أيضًا على أن تحمل أعمالي رسالة تصل للقارئ وتؤثّر فيه.
كيف ترى ظاهرة الكتب المجمّعة التي يشارك فيها أكثر من كاتب؟
أراها مفيدة جدًا للكتاب الجدد. هي بمثابة اختبار للموهبة، وفرصة للاحتكاك بكتّاب آخرين وقياس التفاعل مع القرّاء.
ما الذي تعمل عليه حاليًا؟
أُحضّر حاليًا لرواية جديدة ستكون مختلفة كليًا، ومبنيّة على أحداث واقعية. أنوي إصدارها في المعرض الذي يلي القادم، لأنها عمل ضخم ويحتاج وقتًا كافيًا.
كيف تتعامل مع النقد الموجّه لأعمالك؟
بصبر، وأعتبره حافزًا للتطوّر. كما أسعى دائمًا لتقديم أفكار جديدة تجبر من انتقدني على الإعجاب بي لاحقًا.
هل مررت بلحظة فشل تحولت إلى نجاح؟
نعم، كتبت رواية تم رفضها في البداية بسبب بعض تفاصيل الأحداث. لكنني عدّلتها لاحقًا، وتم نشرها، وحققت نجاحًا لم أتوقعه.
هل ترى أن الكتابة تساهم في علاج الكاتب نفسيًا؟
بالتأكيد. الكتابة بالنسبة لي مصدر فرح وسعادة، وهي وسيلة راقية للتنفيس والتعبير عن الذات.
في رأيك، لماذا تراجع الأدب الرومانسي لصالح الرعب والفانتازيا؟
لم يختفِ الرومانسي تمامًا، لكنه تراجع أمام الطغيان الكبير لأدب الرعب والفانتازيا، الذي أصبح أكثر جذبًا للقراء حاليًا.
ما نصيحتك لمن يرغب في دخول عالم الكتابة الروائية؟
أن يتحلى بسعة الصدر، ويتقبل النقد مهما كان، ويحوّله إلى طاقة للنجاح. الأهم من كل ذلك أن تكون في كتاباته رسالة تؤثّر في القارئ وتغيّر من واقعه.
وأخيرًا، كيف تقيّم تجربتك في هذا الحوار؟
التجربة كانت ممتعة جدًا، وأعطي الحوار تقييم 10/10، وسعيد جدًا بإجرائه.