د. مجدي كامل الهواري يكتب: الذكرى الـ 14 لثورة يناير المجيدة

يناير 25, 2025 - 12:10
يناير 25, 2025 - 12:11
د. مجدي كامل الهواري يكتب: الذكرى الـ 14 لثورة يناير المجيدة

ثورة 25 يناير 2011 المجيدة ، كانت واحدة من أبرز الأحداث في تاريخ مصر الحديث، وشكّلت لحظة فارقة في مسار التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد. انطلقت الثورة كحركة احتجاجية سلمية، متأثرة برياح الربيع العربي التي بدأت في تونس، لتعبّر عن غضب شعبي متصاعد تجاه الفساد، التهميش، وانتهاكات حقوق الإنسان.

- أسباب الثورة

1. الفساد السياسي والاقتصادي: شهدت مصر في العقود التي سبقت الثورة تزايدًا في الفساد داخل مؤسسات الدولة، وتفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

2. الانتهاكات الأمنية: كانت ممارسات الشرطة القمعية، مثل التعذيب والاعتقالات التعسفية، سببًا رئيسيًا في إشعال غضب الشارع. قضية خالد سعيد، الشاب الذي توفي نتيجة تعذيب الشرطة، كانت رمزًا لهذه الانتهاكات.

3. الفقر والبطالة: عانى المواطنون من ظروف اقتصادية صعبة، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة وتدهور مستوى المعيشة.

4. غياب الحرية السياسية: سيطر الحزب الوطني الحاكم على الحياة السياسية، مع تقييد الحريات وقمع المعارضة.

- أحداث الثورة

بدأت الاحتجاجات في يوم 25 يناير، الذي كان يُعرف بـ"عيد الشرطة"، بدعوة من نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع في القاهرة، الإسكندرية، السويس ومدن أخرى، مطالبين بـ"عيش، حرية، عدالة اجتماعية".

على مدار 18 يومًا، تصاعدت المظاهرات لتتحول إلى اعتصام بميدان التحرير في القاهرة، الذي أصبح مركزًا للحراك الشعبي. استخدمت السلطات القوة لقمع المتظاهرين، لكن حجم الغضب الشعبي كان أكبر من أن يتم احتواؤه.

- نتائج الثورة

1. تنحي حسني مبارك: في 11 فبراير 2011، أعلن نائب الرئيس عمر سليمان تنحي مبارك عن السلطة بعد 30 عامًا من الحكم.

2. إعادة تشكيل المشهد السياسي: بدأت مصر مرحلة انتقالية تحت قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وشهدت البلاد لاحقًا انتخابات برلمانية ورئاسية.

3. حرية التعبير: أصبح المجال العام أكثر انفتاحًا للتعبير عن الآراء، وإن كانت تلك المكتسبات قد واجهت تحديات .

- الإرث والتحديات

رغم مرور 14 عامًا على الثورة، تظل ذكراها حية في قلوب المصريين، باعتبارها لحظة أظهرت فيها الإرادة الشعبية قوتها. ومع ذلك، هناك تساؤلات حول مدى تحقق أهدافها .

ثورة 25 يناير كانت وما زالت حدثًا تاريخيًا يذكّر الجميع بأهمية النضال من أجل الحرية والعدالة، وهي شاهد على قدرة الشعوب على تغيير مسارها مهما كانت التحديات.