الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب: مصر أرض السلام ومقبرة الغزاة

Feb 10, 2025 - 19:08
الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب: مصر أرض السلام ومقبرة الغزاة

مصر أرض السلام والأمان، مصر مقبرة الغزاة والأعداء والمعتدين، وكل من تسول له نفسه أن يخطو فوق أرضها مغتصبًا. وستظل مصر إلى يوم الدين كذلك، مهما حاول الطامعون، ومهما حاول الواهمون.

في خضم ما يسمى بـ«الربيع العربي» وأحلام «الشرق الأوسط الجديد» ومحاولات تفكيك الشعوب والدول، سقطت بغداد وطرابلس وصنعاء ودمشق والخرطوم والقدس وغزة، بينما ظلت القاهرة صامدة، تطالب بالقصاص وحقوق الجميع.

هذا العام مختلف، عام تاريخي تصاحبه حكمة إلهية وسُنّة ربانية منذ الأزل، فقد اختص الله هذه الأرض بميزة فريدة عن سائر بلاد الدنيا، فهي أرض الخير، والصخرة الجرانيتية التي تتحطم عليها أوهام أهل الشر، بعد أن ظنوا أنهم امتلكوا الدنيا وما فيها، وأن لا غالب لهم.

لكن عندما تخدعهم أوهامهم، ويصلون إلى بوابة مصر الشرقية، تتحطم أحلامهم، ويسطر التاريخ سطورًا من نور تشهد على ذلك عبر العصور. فعندما سيطرت قبائل الهكسوس على آسيا والشام، ودخلوا مصر، كانت نهايتهم هنا.

وعندما جاء قمبيز الفارسي بجيش جرار من كل بقاع الأرض، وسيطر على العراق والشام والجزيرة، ثم دخل مصر، تحول إلى لغز تائه في الصحراء المصرية.

وبعده، عندما حطم التتار بغداد، ودمروا دمشق، ووصلوا إلى مصر، كانت هذه الأرض مقبرتهم.

وبعدهم، عندما جمع الصليبيون أفضل فرسان أوروبا، ودخلوا الشام، ثم وصلوا إلى مصر، كانت نهايتهم هنا.

حتى إسرائيل، عندما زعمت أنها صنعت خط دفاع لا ينهار إلا بقنبلة نووية، وأن جيشها أصبح «جيشًا لا يُقهر»، جاءت نكستها وذلها على أيدي المصريين.

واليوم، مع تتار العصر الحديث، الصهاينة ومن يحركهم من دول الاستعمار القديم، يظنون أنهم ملكوا الدنيا، بعد أن سقطت بغداد ودمشق، وسقطت معها صنعاء وطرابلس وبيروت والخرطوم والقدس. ولكنهم وصلوا إلى نفس البوابة الشرقية لمصر، بوابة الجحيم!

فليدخلوها، ومرحبًا بهم في مقبرة الغزاة، ولتقتص القاهرة للجميع، بأي أسلوب: بالسياسة، بالصداقة، بالضغط، بالتهديد، بالحرب. وكما قال الرئيس السيسي: «من تسوّل له نفسه المساس بأرض مصر، يُدفن فيها، واللي نفسه يجرب.. يجرب!».