النقابات الثلاث الفنية غاضبة: لجنة الدراما بمجلس الوزراء تجاهلت أصحاب المهنة الحقيقيين.. و رسالة مفتوحة لـ رئيس الوزراء

أبريل 14, 2025 - 17:45
أبريل 14, 2025 - 17:51
النقابات الثلاث الفنية غاضبة: لجنة الدراما بمجلس الوزراء تجاهلت أصحاب المهنة الحقيقيين.. و رسالة مفتوحة لـ رئيس الوزراء

كتب: مصطفى صلاح

حالة من الغضب العارم اجتاحت أوساط النقابات الفنية الثلاث (المهن التمثيلية، والمهن السينمائية، والموسيقية) بعد إعلان تشكيل لجنة للدراما تابعة لمجلس الوزراء، برئاسة وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، دون إشراك ممثلي النقابات في مناقشة مستقبل الإعلام والدراما المصرية، بالرغم من كونهم المعنيين الأوائل بصناعة تعد من أهم ركائز الاقتصاد الوطني.

وأعرب رؤساء النقابات الثلاث، إلى جانب رئيس اتحاد النقابات الفنية، عن استيائهم البالغ من تجاهل دورهم في ملف استراتيجي، لطالما تصدّوا له بمجهودات يومية لحل مشكلات العاملين في مجالات التمثيل والإخراج والتأليف والتصوير والديكور والمونتاج والمكياج.

وقال الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، إن تغييب النقابات عن اجتماع بهذه الأهمية لا يخدم مستقبل الدراما ولا الاقتصاد، متسائلًا: "من يملك حق تشكيل لجان لمناقشة مصير الدراما في مصر، إن لم يكن من يقضي حياته في خدمة الفن المصري؟" وأضاف: "الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حريصًا خلال رمضان الماضي على دعم الفنانين، ودعا إلى تشكيل لجان لدراسة التحديات التي تواجه الصناعة، لكن المؤسف أن اللجنة تشكلت دون أهل الدراما أنفسهم."

ومن جانبه، أبدى المخرج مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، صدمته من استبعاد النقابات من اللجنة، مؤكدًا أن من يعرف الأزمة هم من يعيشونها يوميًا، وليس من ينظرون إليها من بعيد. وأوضح فودة أن النقابات لم تدخر جهدًا منذ توجيه الرئيس السيسي بإعادة صياغة الشخصية المصرية من خلال الإعلام والدراما، غير أن اللجنة الجديدة بدت وكأنها تتجاهل صُنّاع المهنة الحقيقيين.

وتقدمت النقابات الفنية الثلاث برسالة عتاب إلى دولة رئيس مجلس الوزراء، تضمنت تساؤلات صريحة حول معايير اختيار أعضاء اللجنة، وما إذا كانت تمت بناءً على الكفاءة والخبرة، أم عبر مجاملات شخصية؟ كما تساءلوا عن سبب تغييب النقابات الثلاث، رغم كونها "جهات فاعلة وأساسية" في تطوير الصناعة، لا سيما في ظل الأزمات الأخيرة التي هددت بوقف الإنتاج خلال موسم رمضان 2024، قبل تدخل النقابات لإيجاد حلول مرضية.

وجاء في الرسالة أيضًا تساؤلات بشأن غياب أساتذة الإعلام البارزين وعمداء الكليات السابقين، ممن يمتلكون خبرة علمية وعملية طويلة. وأعرب مقدمو الرسالة عن شعورهم بالإحباط الشديد بعد الاطلاع على تشكيل اللجنة، رغم ترحيبهم السابق بتوجيهات الرئيس السيسي، معتبرين أن ما حدث لا يليق بحجم الرؤية الوطنية ولا يعبّر عن الجدية المطلوبة لتحقيق أهدافها.

وفي ختام رسالتهم، أكد رؤساء النقابات الفنية أن الدراما والإعلام ليست ملفات إدارية تُدار بالأفراد، بل هي قضايا وطنية تحتاج إلى فكر استراتيجي جماعي وتعاون وثيق بين كافة الجهات ذات الاختصاص. كما شددوا على أن رسالتهم لا تحمل أي أهداف شخصية، بل تعكس حرصهم على الصالح العام، ومصلحة الوطن في المقام الأول.