الدراسة تحسم الجدل: البروبيوتيك وحده لا يكفي لحماية أمعائك

أبريل 10, 2025 - 09:40
الدراسة تحسم الجدل: البروبيوتيك وحده لا يكفي لحماية أمعائك

كتبت: أمنية شكري

 

إن تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف يمكن أن يعزز البكتيريا النافعة في الأمعاء ويمنع بكتيريا الأمعاء الضارة من الانتشار، ويعد أكثر فعالية في تقليل خطر الإصابة بالعدوى مقارنة بالبروبيوتيك.

تتواجد البكتيريا المعوية -والتي تشمل الكلبسيلة الرئوية والشيجيلا والإشريكية القولونية وغيرها- بشكل طبيعي بأعداد صغيرة في ميكروبيوم الأمعاء لدى الأفراد الأصحاء. ولكن عندما تنمو هذه البكتيريا بشكل مفرط، عادة بسبب زيادة الالتهاب أو تناول طعام ملوث، قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض. وفي الحالات الشديدة، قد يشكل نمو هذه البكتيريا خطرًا على الحياة.  

ولفهم هذا الخطر بشكل أفضل، استخدم الباحثون طرق حسابية تعتمد على عينات البراز (بما في ذلك الذكاء الاصطناعي) لتحليل تكوين الميكروبيوم لدى أكثر من 12,000 شخص من 45 دولة. وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن الميكروبيوم الفريد للشخص يمكنه التنبؤ باحتمالية استيطان البكتيريا المعوية. وكان هذا النمط ثابتًا عبر الحالات الصحية والمناطق الجغرافية المختلفة.

دور البكتيريا المعوية الوقائية والألياف

تمكن الباحثون من تحديد 135 ميكروبًا معويًا غالبًا ما توجد في غياب البكتيريا المعوية، والتي قد تحمي من العدوى. ومن بين الأنواع الوقائية، برزت بكتيريا تُسمى "فوسبكتو باكتيريوم"، التي تقوم بتفكيك الألياف في الأطعمة التي نتناولها، مما يؤدي إلى إنتاج مركب مفيد يسمى "الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة" .ويبدو أن هذا يوفر الحماية ضد الإصابة بمجموعة من البكتيريا المسببة للأمراض المعوية.

ينصح الباحثون بزيادة تناول الألياف في النظام الغذائي لتعزيز نمو البكتيريا النافعة ودفع البكتيريا الضارة إلى الخارج، مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض.

البروبيوتيك يوفر حماية محدودة

في المقابل، من غير المرجح أن يؤثر تناول البروبيوتيك - الذي لا يغير البيئة المعوية بشكل مباشر- على احتمالية الإصابة بالبكتيريا المعوية. ونشرت نتائج البحث في مجلة Nature Microbiology.

قال الدكتور ألكسندر ألميدا، الباحث في قسم الطب البيطري في جامعة كامبريدج وأحد المؤلفين الرئيسيين في الدراسة: "تشير نتائجنا إلى أن ما نأكله يلعب دورًا مهمًا في التحكم في احتمالية إصابة مجموعة من العدوى البكتيرية، بما في ذلك الإشريكية القولونية والكلبسيلة الرئوية، لأنها تغير بيئة أمعائنا لتصبح أكثر عدائية تجاه الميكروبات الغازية". وأضاف: "من خلال تناول الألياف في الأطعمة مثل الخضروات والفاصوليا والحبوب الكاملة، يمكننا توفير المواد الخام للبكتيريا المعوية لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهو المركب الذي يحمي أمعاءنا من هذه البكتيريا المسببة للأمراض".

يمكن أن تسبب الكلبسيلة الرئوية في الإصابة بالالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وغيرها من الالتهابات. وقد شهدت مقاومة هذه البكتيريا للمضادات الحيوية ارتفاعًا مذهلاً على مستوى العالم، مما دفع العلماء إلى البحث عن طرق جديدة للتحكم في هذه البكتيريا والبكتيريا المعدية الأخرى.  

قال الدكتور ألميدا: "مع زيادة مقاومة المضادات الحيوية، أصبحت خيارات العلاج المتاحة أقل وأقل. والآن أفضل طريقة هي الوقاية من العدوى منذ البداية، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال تقليل الفرص التي تنمو فيها هذه البكتيريا المسببة للأمراض في الاستيطان في أمعائنا".

رؤى جديدة لتفاعلات الميكروبيوم المعوي

في البداية، كانت الدراسات لفهم التفاعلات بين البكتيريا المختلفة في أمعائنا تعتمد على نماذج الفئران السابقة. ومع ذلك، كانت بعض النتائج الجديدة تتعارض مع الاكتشافات. وتظهر الدراسة الجديدة أن 172 نوعًا من ميكروبات الأمعاء يمكن أن تتعايش مع البكتيريا المعوية المسببة للأمراض. فالعديد من هذه الأنواع لها وظائف مشابهة للحشرات: فهي تحتاج إلى المغذيات نفسها للبقاء على قيد الحياة. حيث كان يُعتقد في السابق أن التنافس على الموارد يمنع البكتيريا المسببة للأمراض من ترسيخ جذورها في الأمعاء. وهذا له آثار مهمة على العلاج: فتناول البروبيوتيك يتنافس مع البكتيريا الضارة على المغذيات نفسها، ومحاولة تجويعها لا تنجح. يقول الباحثون إن تعديل البيئة المعوية -على سبيل المثال من خلال النظام الغذائي- سيكون أكثر فائدة في تقليل خطر الإصابة بالبكتيريا المعوية.

 قال الدكتور تشي ين، الباحث الزائر في قسم الطب البيطري بجامعة كامبريدج وأول مؤلف في الدراسة: "تؤكد هذه الدراسة على أهمية البحث في الميكروبات الممرضة ليس فقط ككيانات معزولة، بل في سياق الميكروبيوم المعوي المحيط بها".