وزير الصحة: التزامنا بحماية حقوق الأطفال يتجاوز الحدود الوطنية
كتب: مصطفي صلاح
في إطار جهود مصر المستمرة لتوفير بيئة آمنة وصحية للأطفال، شارك الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، في القمة الدولية لحقوق الأطفال التي افتتحها قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بحضور عدد من قادة الدول والشخصيات المؤثرة عالميًا. القمة التي تناولت قضايا حقوق الأطفال وحمايتهم في ظل التحديات الإنسانية الراهنة، تعكس التزام العالم المشترك بالحفاظ على مستقبل الأطفال وصحة رفاههم.
وفي مستهل كلمته، عبّر الدكتور خالد عبد الغفار عن تقديره العميق للجهود المستمرة التي يبذلها البابا فرنسيس في مجال حقوق الأطفال، مشيرًا إلى أهمية هذه القمة كمنصة دولية للحوار والنقاش حول حماية حقوق الأطفال في عالم مليء بالتحديات. كما أكد أن الأطفال هم أمل المستقبل وركيزة بناء الأجيال القادمة، وأنهم بحاجة إلى اهتمام عالمي مكثف لضمان صحتهم وأمنهم.
وأشار الدكتور عبد الغفار إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأديان السماوية في توجيه البشرية نحو رعاية الأطفال وحمايتهم، مستعرضًا دور الدولة المصرية في تبني سياسات شاملة تهدف إلى تطوير حياة الأطفال وتعزيز رفاههم في كافة المجالات. وأوضح أن الأطفال هم الثروة الحقيقية لأي أمة، وأن مصر تعمل بجد لضمان حصول أطفالها على حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم والحماية.
كما نوه الدكتور عبد الغفار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها الأطفال في مناطق النزاع والأزمات الإنسانية، حيث يعيش ملايين الأطفال في ظروف صعبة، معرضين للخطر والتهديدات المختلفة مثل العنف والحرمان. وأكد أن مصر تعمل على تعزيز حقوق الأطفال عبر المبادرات الصحية والتربوية التي تضمن لهم حياة كريمة ومستقبل أفضل.
وأضاف الدكتور عبد الغفار أن مصر قد تبنت سياسات واستراتيجيات طموحة لتحسين صحة الأطفال، ومن أبرزها المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة"، التي شملت برامج واسعة النطاق للكشف المبكر عن الأمراض، بما في ذلك فحص ملايين الأطفال للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية والأوبئة.
وأشاد الدكتور عبد الغفار بما تحقق في مجال التحصين الطبي للأطفال، حيث بلغ معدل التغطية أكثر من 95% في برامج التطعيم، بالإضافة إلى فحص 13 مليون طفل للكشف عن أمراض مثل التهاب الكبد C وفيروس "بي"، مؤكدًا أن هذه المبادرات ليست مجرد استجابة للأزمات، بل هي استثمارات طويلة الأجل في تحسين صحة الأطفال.
وتابع الدكتور عبد الغفار أن مصر تعمل أيضًا على تعزيز صحة الأطفال النفسية، حيث تم إطلاق عدة حملات توعية في مجال الصحة النفسية للطفل، مثل حملة "صحتك سعادتك"، التي تهدف إلى دعم الأطفال في التغلب على التحديات النفسية والاجتماعية التي قد يواجهونها.
وفيما يتعلق بالتغذية، لفت الدكتور عبد الغفار إلى أهمية التغذية السليمة في عملية نمو الطفل، موضحًا أن مصر اعتمدت خطة استراتيجية شاملة لتحسين جودة الغذاء للأطفال، والتي تشمل تحسين التغذية المدرسية لأكثر من 12 مليون طفل في المدارس. وأشار إلى أن هذه المبادرات تهدف إلى الحد من نقص المغذيات الدقيقة وتعزيز القدرة المعرفية للأطفال.
واختتم الدكتور خالد عبد الغفار كلمته بالتأكيد على أن مصر لن تتوقف عن العمل في سبيل توفير أفضل الخدمات والرعاية الصحية للأطفال، سواء داخل البلاد أو في الخارج، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها مصر في تقديم المساعدات الإنسانية للأطفال في مناطق النزاع، مثل قطاع غزة، حيث تعمل على توفير الرعاية الطبية العاجلة للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة والإصابات.