شادي تدري: رحلته من لعبة الدمى إلى عالم الأدب والسيناريو

May 29, 2025 - 13:13
May 29, 2025 - 13:22
شادي تدري: رحلته من لعبة الدمى إلى عالم الأدب والسيناريو

حوار: ياسمين مجدي 

لطالما كانت الكتابة عالمًا واسعًا يحمل في طياته عوالم لا متناهية من الخيال والتعبير، لكن بالنسبة لشادي تدري، القاص والسيناريست والمترجم الأدبي المصري، بدأت القصة منذ الطفولة بلعبة بسيطة مع الدمى. هذا الشغف الصغير نما مع الوقت ليصبح مسيرة أدبية غنية، امتدت بين الشعر والقصة والرواية، وصولًا إلى كتابة السيناريو والترجمة الأدبية.

في هذا الحوار الحصري، يأخذنا شادي تدري في رحلة عبر تفاصيل تجربته، وأعماله، ورؤيته الفنية، ليكشف كيف تحولت لعبة الطفولة إلى رسالة فنية تحمل بين طياتها أفكارًا ومشاعر متعددة.

س: هل كانت الكتابة جزءًا من عاداتك منذ الصغر أم ظهرت مع مرور الوقت؟

ج: ليست الكتابة تحديدًا، لكن كنت أمسك بعض الدمى وأتخيل أنهم أشخاص، وأتحدث بلسانهم حتى تنشأ قصة ارتجالية، رغم أنها كانت أحيانًا عبثية! لم أدرك أهميتها إلا لاحقًا.

س: من كان يدعمك في مشوارك الأدبي؟

ج: فقط صديقي وابن خالتي الذي كنت ألعب معه بالدمى ونرتجل لها قصصًا معًا.

س: حدثنا عن الروايات التي أصدرتها.

ج: أصدرت ديوان شعر غنائي بعنوان «أمير العُشاق»، ومجموعات قصصية مثل «ثورة آدم»، «جَنَّم»، «شيطانة»، و«ضيف بألوان الطيف». كما ترجمت رواية «إلى الفنار» للكاتبة البريطانية فرجينيا وولف، وكتبت سيناريو مسلسل «دار الحياة» الذي عرض على منصة نتفليكس وقناة أبو ظبي.

س: كيف تختار مواضيع أعمالك؟ وأي أنواع الأدب تفضل كتابتها؟

ج: أختار ما يؤرقني ويشغلني، خاصة إذا كانت القضية شائكة. أفضل الأدب النفسي والاجتماعي والفلسفي ذي الصبغة الدينية لأنه أقرب لأفكاري ومرآة للنفس والواقع.

س: ما مزايا النشر الورقي وعيوبه من وجهة نظرك؟

ج: للنشر الورقي طابع خاص، خاصة أنه يمر عبر لجنة تقييم، ولا أؤيد دفع المال للنشر. العيب أن بعض دور النشر أصبحت فقط طابعات تأخذ المال من الكاتب بدون تقييم جدي، مما يؤدي لانتشار أخطاء في الكتب.

س: هل الكتابة وسيلة للتعبير عن أفكارك أم تحمل رسالة؟

ج: كلاهما، أكتب لأعبر عن أفكاري بلسان شخصياتي، وأحمل رسائل قد يتفق أو يختلف معها القراء.

س: كيف كانت تجربتك في كتابة السيناريو والتلفزيون؟ وأيهما أصعب؟

ج: شاركت في مسابقة لشركة إنتاج إماراتية وتصدرنا 3 كتاب فقط. كتابة السيناريو أصعب لأنه مقيد بميزانية الشركة، أما الأدب فحرية مطلقة للخيال.

س: ماذا عن مشاريعك القادمة؟

ج: أعمل على مجموعة قصصية جديدة للنشر بمعرض القاهرة الدولي، وأنهيت معالجة درامية لمسلسل من 10 حلقات جار تسويقه.

س: كيف تواجه النقد المقدم لأعمالك؟

ج: لا يشغلني النقد ما دام بناءً، وأرجو أن لا يُخلط بين شخصية الكاتب وما يكتبه.

س: هل الكتابة وسيلة علاج نفسي؟

ج: بالتأكيد، هي تفريغ لشحنات داخلية.

س: لماذا يختفي الأدب الرومانسي في ظل صعود أدب الرعب والفانتازيا؟

ج: ربما الشباب تشبعوا من الرومانسية، ويميلون لما هو جديد وغريب يعكس تعقيدات الواقع.

س: أخيرًا، كيف تقيم هذا الحوار؟

ج: أشكركم على الأسئلة المفتوحة، وأتمنى أن تنال كتاباتي قبول القراء، وأتمنى أن أكون ضيفًا خفيفًا عليكم.

بهذا الحوار الشيق، نكون قد تعرفنا على شادي تدري، الكاتب الذي انطلق من عالم الطفولة البسيط مع الدمى إلى عوالم الأدب والسينما، حاملاً في كتاباته صوته الخاص ورسائله التي تتنوع بين النفسية والاجتماعية والفلسفية. تظل رحلته دليلاً على أن الإبداع يولد من أبسط اللحظات، وأن الكتابة ليست مجرد فن، بل وسيلة للتعبير، وللتأمل، وللتواصل مع الآخرين على أعماق أعمق.

نتمنى لشادي دوام التوفيق في مشواره الأدبي والفني، ونترقب بشغف أعماله القادمة التي بلا شك ستثري المشهد الأدبي والثقافي.