الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب: إنهيار الأسهم العالمية.. هل نحن على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة؟

شهدت الأسواق المالية العالمية خلال الأيام الماضية تقلبات حادة وانخفاضات دراماتيكية أثارت الذعر في أوساط المستثمرين والمهتمين بالشأن الاقتصادي.

تراجعت المؤشرات الرئيسة في كل من آسيا، وأوروبا، والولايات المتحدة، وسط مخاوف متزايدة من دخول الاقتصاد العالمي في ركود، نتيجة تصاعد التوترات التجارية وارتفاع معدلات الفائدة.

في أوروبا، هوى مؤشر «ستوكس 600» بنسبة بلغت 6%، في أسوأ أداء له منذ عدة أشهر، بينما فقد مؤشر «نيكاي» الياباني قرابة 8% من قيمته، وشهد مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ انخفاضًا حادًا بنسبة 13%.

أما في وول ستريت، فقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بأكثر من 1300 نقطة، بينما خسر «ناسداك» نحو 3.7%، و«S&P 500» قرابة 4%.

السبب الرئيس لهذا التراجع المفاجئ هو إعلان الإدارة الأمريكية فرض تعريفات جمركية جديدة بنسب تتراوح بين 10% و50% على واردات من الصين، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الأخرى، مما زاد من حالة الغموض وعدم الاستقرار في الأسواق.

وقد دفعت هذه السياسات بعض المؤسسات المالية الكبرى إلى رفع مستوى التحذير. على سبيل المثال، رفعت «جولدمان ساكس» توقعاتها لاحتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة من 35% إلى 45% خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، مشيرة إلى «تشديد الظروف المالية وارتفاع حالة عدم اليقين».

لكن، هل يستمر هذا الانهيار؟ لا تزال الإجابة غير واضحة. فالمراقبون يرون أن استمرار التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى الضغوط التضخمية والسياسات النقدية المتشددة من البنوك المركزية، قد يُعمق من أزمة الأسواق.

في المقابل، يأمل البعض في تدخل حكومي أو تهدئة تجارية تعيد التوازن للأسواق.

وسط هذا المشهد المتقلب، ينصح خبراء الاستثمار الأفراد بتوخي الحذر، وتجنّب ردود الفعل المتسرعة، ومراقبة التحولات الاقتصادية عن كثب. فبينما يبدو أن العاصفة لم تهدأ بعد، فإن القراءة الدقيقة للمشهد قد تفتح أبوابًا جديدة للفرص في خضم الأزمة.