غزة في مهب الصفقة: «نتنياهو» و«ترامب» يبحثان «هجرة السكان» واتفاقاً جديداً للرهائن

أبريل 7, 2025 - 19:17
غزة في مهب الصفقة: «نتنياهو» و«ترامب» يبحثان «هجرة السكان» واتفاقاً جديداً للرهائن

كتب: د. مجدي كامل الهواري

في لقاء أثار جدلاً واسعًا، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، في البيت الأبيض، حيث ناقش الطرفان مستقبل قطاع غزة من زاوية غير تقليدية، تمثلت في مقترحات لإعادة توطين سكانه، إلى جانب اتفاق مرتقب حول الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.

ترامب، الذي عبّر عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف قريب لإطلاق النار، أشار إلى أن بلاده تبذل جهودًا حثيثة لتثبيت هدنة جديدة، تتضمن إطلاق سراح الرهائن. ولفت إلى لقائه مؤخرًا مع عشرة من الرهائن المُفرج عنهم، قائلاً إن "أجسادهم لم تكن مثخنة بالجراح، لكن أرواحهم كانت تنزف من الداخل"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"فظائع ارتكبتها حماس بحقهم".

نتنياهو، من جانبه، أكد أن حكومته على تواصل دائم مع عائلات الرهائن الذين لا يزالون داخل غزة، مشيرًا إلى أن تل أبيب تعمل على إتمام اتفاق جديد يعيدهم إلى ذويهم، لكنه مضى أبعد من ذلك، قائلاً: "ما نسعى إليه هو تمكين سكان غزة من مغادرة القطاع والانتقال إلى بلدان أخرى"، في ما بدا أنه طرح لمخطط "هجرة الغزيين".

الرئيس الأمريكي لم يُخفِ دعمه لهذا التوجه، بل أشار إلى أن بعض الدول قد أبدت استعدادًا لاستيعاب سكان غزة، دون الكشف عن هويتها، قائلاً: "القطاع تحوّل إلى مصيدة موت... وسأطلق عليه اسم (منطقة الحرية) بعد إخلاء سكانه".

وعلى وقع هذا التصعيد السياسي، لم تغب الملفات الإقليمية عن طاولة اللقاء، إذ أكد ترامب أن الضربات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن كانت "موجعة"، لافتًا إلى أنهم يطورون طائرات مسيرة متقدمة، لكن واشنطن "وجهت لهم ضربات قوية".

أما الملف الإيراني، فكان حاضراً بقوة، حيث كشف ترامب أن بلاده تخوض مفاوضات مباشرة مع طهران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، واصفًا الاتفاق المحتمل بـ"الخيار المفضل"، لكنه شدد على ضرورة إشراك إسرائيل في أي تسوية مستقبلية. نتنياهو، بدوره، جدد رفضه المطلق لسماح بلاده بامتلاك إيران أي قدرات نووية.

اللقاء، بتوقيته ومضمونه، يعكس تحولات استراتيجية كبرى في التعامل مع ملف غزة، ويضع تساؤلات مفتوحة حول ملامح المرحلة المقبلة، التي قد تحمل تغييرات جذرية على خارطة الشرق الأوسط.