د.حازم الشاذلي يكتب: أين بحثي؟

Feb 20, 2025 - 06:58
د.حازم الشاذلي يكتب: أين بحثي؟

على وزن أين عمرى الفيلم الخالد للفنانة القديرة ماجدة عن رواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس تتسائل ماجدة عن شبابها الذى ضاع مابين زوج يكبرها بخمسين عام هو عمو عزيز زكى رستم وبين المحب الذى جاء فى الوقت غير المناسب يحيي شاهين وبين الشاب عديم الخبرة أحمد رمزى.

أما فى هذا المقال فيتسائل الباحثون وأصحاب الدرجات العليا عن مصير أبحاثهم ولنبدأ من أول خطوة ٠٠٠عندما تتقدم لنيل شهادة جامعية عليا سواء ماجستير أو دكتوراة٠٠ وبعد أن تجتاز امتحان أولى يجىء الدور على اختيار موضوع للبحث ٠٠٠وتظل حائراً بين المشرفين تعرض عليهم المواضيع فيكون الرد الجاهز دائما٠٠٠ًهذا الموضوع قتل بحثاً ٠٠٠ وبعد جهد تجد موضوعاً يعجب المشرف ولا تعرف لماذا أعجبه ويوافق عليه ثم تبدأ رحلة العذاب ٠٠٠تجمع المادة العلمية ثم تحدد المراجع ثم يتم الموافقة على بروتوكول البحث وهذه خطوة جبارة ثم أخيراً يرضى عنك المشرف وتبدأ العمل وانت وحظك إما مشرف أو مشرفون طيبون فتجد طريقك سالكاً وإما والعياذ بالله تجد مشرفاً شريراً يكرهك فى العلم كله٠ وأنا أخص بالذكر الرسائل العلمية فى الطب ٠٠٠ المهم يوافق أخيراً المشرف بعد أن يذيقك الأمرين على طبع الرسالة استعداداً للمناقشة وسيعتذر عن مناقشتك ألف مشرف خارجى بحجة ضيق الوقت وأخيراً يتم تحديد موعد للمناقشة وتستعد سيادتك ببدلة أنيقة وكرافتة لا تثير سخرية المناقش ٠٠٠ناهيك عن المأكولات والمشروبات التى ستقدم فى نهاية المناقشة ٠ثم تبدأ المعركة أقصد المناقشة وأيضاً انت وحظك إما لجنة مناقشين سهلة و حبوبة أو تنال التقريع والسخرية على أبسط خطأ فى الرسالة وتحتاج أن تكون ثابت الانفعال مثل جراح بريطانى على رأى السندريللا لكى تجتاز المناقشة وللمرة الأخيرة انت وحطك إما أن تقبل الرسالة بسلاسة أو يطلع لك مناقش يصر على التعديل قبل القبول٠

كل هذا ليس مهماً ٠٠٠المهم أن من شروط قبول الرسالة أن تتبرع لمكتبة الجامعة والكلية بنسخ من الرسالة مجلدة أى أن رفوف مكتبات الجامعات والكليات تكتظ الآن بالآف الرسائل يتجمع فوقها الغبار إلا فى بعض الأحيان عندما يلجأ إلى رسالتك طالب مجد ليأخذ عنها اقتباساً وأحياناً يأخذها كما هى !

شكا لى واحد من الزملاء أن رسالته للدكتوراة كان موضوعها تقييم وسيلة ما للتشخيص نعم تقييم وليس إثبات أنها الوحيدة الناجعة وأثبت بحثه أنها مفيدة ولكن هناك أفضل منها٠٠٠ هاج وماج واحد من المناقشين وهاجم الباحث بشدة فانبرى المشرف الأساسي مدافعاً وقائلاً هل يحاسب الباحث لأنه صادق؟

الخلاصة أن أبحاث طلابنا وعلمائنا وباحثينا مكدسة على الأرفف ولا فائدة منها إلا الحصول على درجة علمية ٠

فى أوروبا والدول المتقدمة على رأى الزول فى فيلم الإرهاب والكباب ٠٠٠ تكون هذه الأبحاث هى قاطرة التقدم العلمى وتنفق عليها الشركات الكبرى ٠٠٠وفى أوروبا والدول المتقدمة أيضاً على رأى الزول يهتمون بالطفل وهو فى الكى جى ليلتقطوا المواهب المبكرة ويرعوها٠

بوست فى الفيس بوك مؤلم ودامى ٠٠٠بائع كتب قديمة يعلق لافتة مكتوب عليها أى رسالة دكتوراة او ماجستير بعشرة جنيه!

لك الله يا مصر ٠