الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب : زلزال أثيوبيا يهدد سد النهضة.. هل تتحقق نبؤة ليلى عبد اللطيف؟!

يناير 4, 2025 - 12:31
يناير 4, 2025 - 13:23
الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب : زلزال أثيوبيا يهدد سد النهضة..  هل تتحقق نبؤة ليلى عبد اللطيف؟!

في الساعات الأخيرة، انتشرت مقاطع فيديو صادمة من أثيوبيا، على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر أعمدة دخان كثيف تتصاعد بشكل مرعب من أعماق أرض متصدعة، بينما توالت الزلازل و الهزات الأرضية بشدة، لتكشف عن حدوث شيء غير مسبوق.

فيما أثارت تلك المشاهد غير العادية التي اجتاحت إثيوبيا حالة من الذعر وأعادت إلى الأذهان كوابيس قديمة حول احتمالات انهيار سد النهضة الهائل.

في حين فجرت الهزات الأرضية المتتالية التي ضربت الهضبة الإثيوبية، وكان أبرزها زلزال عنيف بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر في العاصمة أديس أبابا صباح اليوم السبت، أسئلة مشروعة حول تأثير تلك الهزات المتتالية على السد العملاق.

وتزايدت المخاوف حول انفجار هذا الحاجز المائي الضخم الذي يحجز خلفه بحيرة عملاقة تمتد على 1800 كيلومتراً مربعاً بارتفاع 600 متر تقريبًا. تخيلوا، في لحظة واحدة، ينفجر هذا "الجبل المائي" الهائل، محررة 74 مليار متر مكعب من المياه التي ستكتسح الأراضي المنخفضة بقوة تدميرية هائلة، مدمرة كل شيء في طريقها.

ومع تزايد الزلازل بنسبة 800%، أصبح السؤال أكثر من مجرد "هل سيتناثر السد؟" بل "متى سيحدث ذلك؟"

في مواجهة هذه المخاوف المتزايدة، تحدث الدكتور عثمان التوم، وزير الري والموارد المائية الأسبق في السودان، الذي قطع الطريق على هذه المخاوف قائلاً إن الحديث عن تهديد السد مبالغ فيه.

وأوضح أن الفالق الأفريقي، الذي يمر شرق إثيوبيا على بُعد 500 كيلومتر من العاصمة، لا يشكل أي تهديد مباشر للسد الذي يقع على بُعد أكثر من 1000 كيلومتر غربا.

كما أكدت الدراسات العلمية التي أجراها معهد رصد الزلازل بجامعة أديس أبابا أظهرت أن المنطقة التي يقع فيها السد تتمتع بثبات جيولوجي غير مسبوق، ولم تشهد أي نشاط زلزالي ملموس منذ أكثر من 50 عامًا. وأضاف أن ربط بعض المحللين للهزات الأخيرة بمخاطر على السد يعد مبالغة لا محل لها، وأن المعطيات العلمية تدحض هذه التكهنات.

يذكر أن الفالق الأفريقي يعد واحداً من أعظم الظواهر الجيولوجية في العالم، حيث يمتد كشبكة ضخمة من الشقوق عبر قارة أفريقيا، وتعتبر إثيوبيا نقطة محورية في هذا النظام الهائل.

كما يشكل الفالق العظيم، الذي يبدأ من البحر الأحمر في الشمال الشرقي ويمتد إلى بحيرات شرق أفريقيا في الجنوب قلب هذا النشاط الأرضي المتواصل.

وفي إثيوبيا، يتجسد هذا النشاط في مشاهد مذهلة، مثل البراكين النشطة التي تخترق الأرض في منطقة "الدناكل" في شرق إثيوبيا، ويعد "الصدع الإثيوبي" جزءًا أساسياً من هذا التحول الجيولوجي المستمر.

فالنشاط في هذه المنطقة ليس مجرد ظاهرة جيولوجية؛ بل تاريخ من التغيرات العميقة، حيث تؤدي حركات الصفائح الأرضية إلى تشكل شقوق و فجوات ضخمة في القشرة الأرضية.

كما تترافق هذه التحولات مع براكين وزلزال مستمرة، مما يجعل الفالق الأفريقي واحداً من أكثر الأماكن نشاطا في العالم. لكن تأثيره لا يقتصر على الجيولوجيا فقط؛ فهو أيضًا يخلق بيئات طبيعية متنوعة، من السهول الشاسعة إلى الجبال الشاهقة والبحيرات العميقة، مما يجعل هذه المنطقة مأوى لعدد كبير من الأنواع النباتية والحيوانية الفريدة ..