د. مي القط تكتب: الرعاية والتربية: مفهومان متكاملان لكن غير متطابقين
فالرعاية تعني تلبية الاحتياجات الأساسية للطفل، مثل:
الطعام والشراب.
النظافة والملبس.
توفير بيئة آمنة وصحية.
متابعة حالته الجسدية والنفسية.
بمعنى آخر، الرعاية تهتم بـ بقاء الطفل وسلامته، وهي الأساس الذي لا غنى عنه.
اما التربية فتتجاوز حدود الرعاية، فهي عملية تنشئة شاملة تساعد الطفل أن ينمو كشخص متوازن ومسؤول. وتشمل:
تعليم القيم والمبادئ.
تنمية مهارات التفكير والاختيار.
تعليم تحمل المسؤولية.
توجيه السلوك وبناء العادات الصحيحة.
تطوير الجانب العاطفي والاجتماعي.
إذن تهدف التربية إلى تشكيل شخصية الطفل وليس فقط تلبية احتياجاته.
ياتي السؤال: أين يحدث الخلط بينهما؟
كثير من الآباء والأمهات يظنون أن مجرد إطعام الطفل، توفير مدرسة جيدة أو ألعاب كافية هو "تربية". لكن الحقيقة أن هذه رعاية فقط. التربية تحتاج جهدًا إضافيًا في التواصل، القدوة، الحوار، والمتابعة.
الخلاصة ان الرعاية هي القاعدة الأساسية، فبدونها لا يستطيع الطفل أن ينمو. اما التربية فهي اللبنة التي تبني شخصيته.
كلاهما لا يغني عن الآخر، فالرعاية بلا تربية قد تخرج طفلًا مدللًا أو بلا قيم، بينما التربية بلا رعاية قد تُفقد الطفل الأمان الأساسي الذي يحتاجه.
