د. أيمن إمام يكتب: السمنة و زيادة الوزن.. وباء العصر

تعد السمنة وزيادة الوزن من أخطر المشكلات الصحية التى تواجه العالم في هذا القرن، حيث وصلت إلى مستويات وبائية تثير القلق و تنذر بمشاكل صحية خطيرة.

في عام ٢٠٢٢ كان هناك ٢,٥ مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن منهم ٨٩٠ مليون متعايشون مع السمنة طبقًا لمنظمة الصحة العالمية.

و في عام ٢٠٢٤ اشارت التقارير إلى معاناة نحو ٣٥ مليون طفل أقل من ٥ سنوات من زيادة الوزن.

بدأ تصنيف السمنة كمرض من قبل الجمعية الطبية الأمريكية عام ٢٠١٣ قبل هذا التاريخ كان يُنظر إلى السمنة على أنها مشكلة سلوكية أو إختيار أسلوب حياة و ليست حالة مرضية.

تعريف السمنة:ـ

السمنة هي مرض عصبي سلوكي مزمن متكرر و متعدد يؤدى إلى تراكم مفرط وغير طبيعى للدهون فى الجسم .

تؤدي زيادة الدهون المتراكمة في الجسم إلى خلل في وظائف الأنسجة الدهنية و عواقب سلبية على التمثيل الغذائي وجميع اجهزة الجسم و كذلك الحالة النفسية للمصاب .

يتم تشخيص السمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم ٣٠ أو أعلى وزيادة الوزن بين ٢٥ - ٢٩,٩ والوزن الطبيعى عندما يكون مؤشر كتلة الجسم بين ١٨,٥ - ٢٤،٩ .

ومؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مؤشر شائع يستخدم لتقييم الوزن الزائد والسمنة وفيه يتم قسمة الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر وهناك حاسابات متوفرة على الانترنت لقياس مؤشر كتلة الجسم.

بالنسبة لمعظم الناس يوفر مؤشر كتلة الجسم تقديرًا معقولًا لدهون الجسم ولكنه لا يقيس دهون الجسم بشكل مباشر.

قد يكون لدى الرياضيين ذوي الكتلة العضلية الكبيرة مؤشر كتلة جسم في فئة السمنة.

أسباب السمنة و زيادة الوزن:ـ

 الخمول البدني: أدت انماط الحياة الحديثة المتسمة بقلة الحركة و الإعتياد على التكنولوجيا إلى تراجع النشاط البدني. و كذلك الإعتياد على وسائل النقل بدلًا من المشي أو ركوب الدراجات كلها عوامل تساهم في عدم حرق السعرات الحرارية و تخزينها على شكل دهون 

 الأنماط الغذائية غير صحية : يمثل النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة و المتحولة، السكريات المضافة ، الأطعمة المصنعة، المشروبات الغازية أحد الأسباب الرئيسية للسمنة في المقابل يقل إستهلاك الخضراوات و الفواكه و الألياف والحبوب الكاملة مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية المتناولة دون الشعور بالشبع.

 العوامل الوراثية: تلعب الچينات دورًا في تحديد قابلية الفرد لزيادة الوزن و السمنة. يمكن أن تؤثر بعض الچينات على معدل التمثيل الغذائي، تنظيم الشهية و توزيع دهون الجسم ومع ذلك فإن الإستعداد الوراثي لا يعني بالضرورة الإصابة بالسمنة.

 العوامل النفسية و الإجتماعية: يمكن أن تؤثر الضغوط النفسية، الإكتئاب، التوتر و القلق على عادات الأكل ( الأكل العاطفي ). كما تلعب العوامل الإجتماعية دورًا، حيث يمكن أن تكون الأطعمة غير الصحية أرخص و أكثر سهولة في الحصول عليها.

 العوامل الهرمونية: يمكن أن تؤثر بعض الإختلالات الهرمونية، مثل ضمور الغدة الدرقية، متلازمة تكيس المبايض، متلازمة كوشينج على عملية التمثيل الغذائي و تزيد من خطر السمنة كما تلعب هرمونات الليبتن (هرمون الشبع )و الجريلين(هرمون الجوع) دورًا في تنظيم الشهية و الشعور بالشبع.

الأدوية: قد تتسبب بعض الأدوية مثل مضادات الإكتئاب، الكورتيزون ، بعض أدوية السكري ومضادات الهيستامين في زيادة الوزن.

مضاعفات السمنة:ـ

1ـ امراض القلب وتصلب الشرايين وضغط الدم 

2- داء السكري من النوع الثاني 

3- أنواع معينة من السرطان قد تزيد السمنة من خطر الإصابة بسرطان الرحم، سرطان المبيض، سرطان الثدي، سرطان القولون و المستقيم

4- مشكلات الجهاز الهضمي مثل: الحموضة و أمراض المرارة

5- مشكلات أمراض النساء و أمراض الذكورة: قد تسبب السمنة العقم و عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء و بعض مشاكل الذكورة عند الرجال.

6- توقف التنفس أثناء النوم: الأشخاص المصابون بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بإنقطاع النفس الليلي أثناء النوم.

الوقاية من السمنة وزيادة الوزن:ـ

 تعتبر الوقاية حجر الزاوية في مكافحة السمنة وزيادة الوزن عن طريق .

تعزيز نمط الحياة الصحي :ـ

النظام الغذائي المتوازن: التركيز على الأطعمة المتكاملة غير المصنعة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات. تقليل استهلاك السكريات المضافة، الدهون المتحولة والمشبعة والأطعمة المصنعة.

 النشاط البدني المنتظم:ـ

ممارسة الرياضة لمدة ٣٠ دقيقة على الأقل يوميًا مثل المشي أو ركوب الدراجات أو السباحة أو أي نشاط.

التثقيق الصحي ونشر الوعي حول مخاطر السمنة وأهمية الأنماط الصحية منذ الصغر سواء في المدارس أو عبر وسائل الإعلام.

إدارة التوتر و النوم الكافي حيث يمكن أن يؤثر التوتر وقلة النوم على الهرمونات المنظمة للشهية و التمثيل الغذائي.

علاج السمنة وزيادة الوزن:ـ

يتطلب علاج السمنة منهج شامل ومتعدد وقد يشمل: 

1- تغير نمط الحياة يعتبر أهم عنصر في أي خطة علاجية و يشمل ذلك: 

- حمية غذائية: تهدف إلى تقليل السعرات الحرارية المتناولة بشكل تدريجي و دائم مع ضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية.

- زيادة النشاط البدني : وضع خطة تمارين رياضية مناسبة للقدرات البدنية ويمكن أن تزيد تدريجيًا وأقلها المشي.

2- الدعم السلوكي و النفسي لفهم العوامل النفسية المرتبطة بالأكل و تطوير طريقة التعامل مع التوتر و القلق وقد يشمل علاج سلوكي معرفي.

3- العلاج الدوائي : في بعض الحالات وخاصة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ( مؤشر كتلة الجسم ٣٠ أو أكثر ) أو زيادة الوزن ( مؤشر كتلة الجسم ٢٧ أو أكثر ) مع أمراض مصاحبة قد يصف الأطباء بعض الأدوية للمساعدة في إنقاص الوزن.

4- العلاج الجراحي ( جراحة السمنة ) تعد جراحات السمنة مثل تكميم المعدة، تحويل المسار خيارًا فعالًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ( مؤشر كتلة الجسم ٤٠ أو أكثر ) و لم يستجيبوا لطرق العلاج الأخرى.

تساعد هذة الجراحات على تقليل حجم المعدة أو تغيير مسار الطعام لتقليل إمتصاص السعرات الحرارية.

في الختام

السمنة مشكلة معقدة وخطيرة لكن حلها يبدأ بخطوات بسيطة.

تحدثنا عن أسباب السمنة و أنماط الحياة غير الصحية و أكدنا على طرق الوقاية من السمنة والوقاية دائمًا أفضل من العلاج.

تذكر دائمًا أن كل تغيير صغير نحو نظام حياة صحي سواء في الأكل أو الحركة قد يصنع الفارق في صحتك.

 صحتك بين ايدك إبدأ الأن!